الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني ودرع الوطن القوي وحامي حدوده متأهب دائما للدفاع عنه وفي غاية الاستعداد لأداء مهامه المكرسة في الدستور مستمدا قوته من عمق الشعب الجزائري الذي ترعرع في أحضانه لقد كانت الولادة والبداية المشرفة خلال ثورة التحرير حين حمل المجاهدون السلاح ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم تحت قيادة جبهة التحرير الوطني ، فشكلوا كتائب جيش التحرير الوطني التي قارعت جيش الاحتلال في الميدان وخاضت معارك عنيفة ببطولة وشجاعة وألحقت به الهزائم تلو الهزائم حتى تحقق النصر النهائي باسترجاع الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية قبل أن ينبثق عنه الجيش الوطني الشعبي ليواصل المسيرة بنجاح متحديا كل الصعاب والأخطار فلم تشغله أزمة 1962 بين رفاق الكفاح فتصدى بشجاعة للعدوان المغربي في صيف 1963 فيما سمي بحرب الرمال وحافظ على حدودنا أمام مطامع المخزن المغربي الذي لم يراع حرمة الجيران والأخوة والدين ووحدة الشعبين الجزائري والمغربي وقد شارك الجيش الوطني الشعبي في الدفاع عن الوطن العربي حيال العدوان الإسرائيلي في حرب الستة أيام في جوان 1967 والهزيمة المذلة للجيش العربية في تلك الحرب التي مكنت إسرائيل من احتلال الضفة الغربية والقدس وسيناء المصرية والجولان السوري فقد قدمت الجزائر صكا على بياض للاتحاد السوفيتي لإعادة تسليح الجيوش العربية ولم تكتف بذلك فأرسلت قوات من الجيش الوطني الشعبي لعبت دورا كبيرا في حرب الاستنزاف وقام جنودنا بمواجهة الجنود الإسرائيليين ولقنوهم دروسا قاسية وأعادوا الاعتبار للجندي العربي ورفعوا من معنويات الجيش المصري المنهارة وتم الاستعداد جيدا لحرب أكتوبر1973التي شارك فيها أبطال جيشنا بقوة وساهموا في تحقيق النصر على العدو الصهيوني المتغطرس وتلقينه درسا لن ينساه . وعلى المستوى الداخلي لعب الجيش الوطني الشعبي دورا محوريا في حفظ الأمن والاستقرار والتنمية فبفضله خرجت البلاد من العشرية السوداء موحدة، فقد ظل جيشنا متماسكا ومحافظا على وحده ثابتا في مواقفه حريصا على وحدة الوطن والشعب وحماية مؤسساته.. ورغم المؤامرات ومحاولات الاختراق والاتهامات والحملات الإعلامية فقد ظل صامدا يواصل مهامه مقدما التضحيات وتمكن من أعادة الأمن والاستقرار والسلام لربوع الوطن ودحر الإرهاب بالاعتماد على نفسه وعلى الشعب الجزائري ومازال يواصل عمله دون هوادة بحب وإخلاص وتفان من أجل الوطن مستعدا لمجابهة كل الأخطار. ومن مظاهر التحضر والاستعداد تلك التمارين التي يجريها بين الحين والآخر ومنها المناورات التي أطلقها مؤخرا بالذخيرة الحية في ولاية تيندوف بمشاركة القوات البرية والجوية . ولا يقتصر عمل الجيش الوطني الشعبي على الجانب العسكري فقد شارك في انجاز كثير من المشاريع التنموية مثل السد الأخضر وطريق الوحدة الأفريقية وبناء السكنات والمرافق العمومية ومنها مركب 5 جويلية فكانت مؤسسة (دي أن نسي) تابعة له ومتواجدة في كل الولايات قبل أن تقسم وتحول إلى الولايات ويتم إفلاسها وحلها مع العديد من المؤسسات العمومية. كما يقوم بدور كبير في محاربة التهريب على حدودنا لحماية الاقتصاد الوطني و التصدي لاجريمة المنظمة وتهريب السلاح وتهريب المخدرات إلى داخل الوطن لحماية لأبنائنا من شرها . ومن مهام الجيش الوطني الشعبي أيضا التدخل خلال الكوارث الطبيعية ونتذكر جيدا الخدمات الجليلة التي قدمها للمواطنين في ولاية الشلف خلال الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة الأصنام (الشلف حاليا) في العاشر أكتوبر 1980 فقد حمى ممتلكات المواطنين من اللصوص وقدم الإسعافات للجرحى و أنقذ المحاصرين تحت البنايات المتهدمة و الركام وموّن المنكوبين بالماء والغذاء والأغطية و وزع المساعدات عليهم و قام بإسكانهم في الخيام فهو حاضر دائما إلى جانب الشعب في الكوارث سواء الهزات الأرضية أو الفيضانات أو عند تساقط الثلوج وانقطاع الطرق حيث يسارع إلى فك العزلة على المحاصرين فمهما تكلمنا على الجيش الوطني الشعبي فلن نوفيه حقه وهو بحق جيش شعبي مفتوح لكل أبناء الشعب الجزائري. ج س