تتصدر أخبار الجرائم البشعة صفحات جرائدنا وتحضر بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ،كما تفصل فيها نشرات الأخبار و الحصص في القنوات التلفزيونية والإذاعية ،و يتأثر الناس كثيرا بتلك الحوادث الأليمة التي تنتقل تفاصيلها بين الناس عبر إذاعة الرصيف و يكثر القيل والقال و التعليقات حولها ،و هي فعلا جرائم بشعة ومحزنة تكشف عن معاناة داخلية لفئات من المجتمع و نذكر في هذا السياق على سبيل المثال لا الحصر حادثة انتحار تلميذ حرقا يدرس في إحدى متوسطات مدينة الجلفة البشعة ،وجريمة مقتل فتاة تيزي وزو ذات الثمانية عشر ربيعا على يد والدها المسبوق قضائيا في الأسبوع الماضي التي لا تقل بشاعة و ألما خاصة أن الأب الجاني مثل بجثة ابنته بقطع رأسها ثم ألقى بالجثة في الغابة و قد سبق له أن سجن بتهمة قتل ابنه في السابق و حكم عليه بعقوبة خمس سنوات سجنا ليعود و يرتكب جريمته الثانية هذه المرة في حق ابنته للتذكير فإن أم الضحية منفصلة عن الزوج القاتل و هي الجريمة الشنيعة التي تعجز الكلمات عن وصفها ، و تقشعر الأبدان لسماع تفاصيلها لكنها جزء من واقعنا التي تطفو على السطح بين الحين والآخر لتكشف فظاعة ما في أعماق مجتمعنا من سلوكات غير سوية و انحرافات و أمراض نفسيةو آفات اجتماعية تصل بالمصابين بها إلى حد ارتكاب أبشع الجرائم في حق فلذات أكبادهم ،كما أنه لا يخفى على أحد أن واقعنا اليومي يعج بكل أشكال الجريمة الممتدة من جنح الاعتداءات والسرقة و الإدمان على المخدرات وتهريبها ،و التزوير و النصب والاحتيال و الاختلاسات المالية و التجار بالبشر من خلال تنظيم عمليات الحرقة ،لتصل إلى محطة خطيرة هي جرائم القتل التي أصبح الأقارب يرتكبونها في حق بعضهم البعض من أصول وفروع ،ناهيك عن القتل نتيجة الاعتداءات أو في جلسات شرب الخمر و تناول المخدرات والأقراص المهلوسة و الحرب المعلنة بين عصابات الأحياء ،و هي جملة جرائم تعكس حالة الاضطراب التي يعيشها بعض الناس نتيجة عوامل وأسباب متداخلة تلخص في الحرمان والفقر والبطالة وظروف حياة صعبة تلقي ببعض أفراد المجتمع في نفق الجريمة المظلم و تخلف مآسي ومعاناة كبيرة للجميع لا نجد حيالها سوى أن نتمنى أن تزول مظاهر الجريمة هذه إلى الأبد .