تعتبر الشرطة العلمية بالجزائر من أهم الأساسات في التحقيق الأمني والقضائي، فبفضل الخبرات التي ينجزها إطاراتها يتم الإستدلال على الكثير من الحقائق التي كانت مبهمة بالنسبة لجهات التحقيق. ويُعد المخبر الجهوي للشرطة العلمية والتقنية بوهران واحدا من المخابر الوطنية التي تعمل بحرص شديد على مرافقة مختلف الأجهزة التي تلجأ إليه لفك طلاسم حروز مشمعة بالأحمر، وكان له الفضل في الإيقاع بمتورطين نفذوا جرائمهم باحترافية كبيرة، لكن الدليل العلمي كان أقوى منهم وكشفهم حتى بعد سنوات ظنوا خلالها أنهم أفلتوا من العقاب. في هذا الملف الخاص حاولنا تسليط الضوء على هذا المخبر الذي يسمع عنه الكثير منا، لكن معظمنا يجهل مهامه وأهميته في مجريات التحقيق، فما عدا البدلة البيضاء التي نعرفهم بها لا أحد منا يدرك مدى أهميتهم كلبنة أساسية في مجريات التحقيق. في هذا الملف حاولنا تقريب الحقائق بزيارة المخبر الموجود على مستوى الأمن الولائي بوهران، في مقر منفصل عن مبنى الشرطة، جبنا كل فروعه دون أي تحفظ من مسؤوليه، بتسهيلات مقدمة من مراقب الشرطة أرزقي حاج سعيد مدير الشرطة القضائية بالعاصمة الذي رخص لأسرة الجمهورية القيام بهذا التحقيق الميداني، وكذا رئيس المخبر الجهوي للشرطة التقنية والعلمية بوهران عميد أول للشرطة بن عبد السلام مصطفى الذي فتح أبوابه لنا رفقة ثلة من إطارات المخبرن مقدمين لنا شروحات مستفيضة عن كيفية عملهم ومساره بداية من وصول حرز الجريمة ورقمنته، إلى غاية التأشير عليه من قبل رئيس المصلحة وتسليمه إلى الفرع المختص بتحليله وفك طلاسم الجريمة عنه. هؤلاء تحكمهم مواد تقنن عملهم لإجراء خبراتهم، وضمير مهني يتعاملون من خلاله مع حروز مرقمة، يعلمون جيدا أنها دليل نفي أو اثبات في قضايا معظمها مصيرية، فيها متهمون... لهذه التقارير التي تخرج من مخابرالشرطة التقنية والعلمية أن تؤكد التهمة عليهم أو تبعدها بأدلة علمية لا تشوبها شائبة.