من الظواهر الاجتماعية التي تستدعي المعالجة النفسية الفردية والجماعية و التي أصبحت في تنامي في مجتمعنا خاصة وتقترن مع آفات أخرى لاسيما المخدرات للخوض في الجانب النفسي لعصابات الاحياء حاورنا الاخصائي النفساني لمعرفة هذا الجانب الاستاذ فؤاد بلقاضي أخصائي نفساني عيادي بمؤسسة دار الرحمة بمسرغين، وطالب دكتوراه بجامعة وهران تخصص علم النفس الاسري في التركيبة النفسية لمنتمي عصابات الأحياء يجب الاشارة الى تركيبة المجتمع ثقافيا إقتصاديا واجتماعيا ، فمنطلقات التربية صارت معادلة صعبة تقوم أساسا على التعويض فقط ، المجتمع صار ينشئ الاجيال على منطلقات القوة ، الرجولة ، الذكورة كتعويض عن النقص إضافة الى عوامل أخرى يمكن التطرق لها لاحقا. 1/في التركيبة النفسية ،منطلقات التربية غير السليمة المبنية على أسس غير نباءة أو هشة ك«نربي ولدي راجل» دون تحديد معايير صحيحة ينشئ جيلا لاتهمه كيفيات الوصول الى ما يطمح إليه ،كما الذي يبحث عن الثروة ، دون مراعاة السبل الصحيحة قد يتجه الى الاتجار بالمخدرات. إضافة الى الشعور بالدونية و الإقصاء المتفشي بين الجميع الذي يرجع لتراكمات سابقة انعكست على الفرد ،إلى التعويض عن طريق انتهاج سلوكات في الغالب غير سليمة كإثبات الذات، وفي الوجود ضمن حيز معترف به، الانتقام من التهميش و من المهمش ولدى الشاب مخرج متاح بدون شروط يكون منفذا سهلا يمسح له بتحقيق ما يسعى أنه يبحث عنه. 2/ شخصية الفرد الجانح المنتمي الى عصابات عموما شخصية هشة لم تلق التقدير الكافي «تقدير ذات متدني» غير مكتملة النمو الانفعالي، ما يجب لها عجزا في التفاعل مع المواقف الضاغطة عجز عن التعبير عن المشاعر و الحاجات النفسية ، يدفع الذات المنخفض و الادراك الخاطئ أو المشوه للذات الى الجنوح الى الانحراف الجماعي عبر الجماعات. 3/الانتماء الى مجموعات مطلب نفسي مهم يكفل الاعتراف بالمكانة و الدور ، و يمنح فرصة التواجد بتقدير ممتاز مع توفير التقبل غير المشروط لو نظرنا الى اهمية هذا المطلب ، الذي يحرم منه الفرد من طرف المجتمع ، تدفع الفرد الى البحث عن الانتماء البديل لتوفير مطلبه ، قد يسهم هذا بالنسبة للفرد الذي يسلك سلوكات منحرفة الى توسيع سلوكه في حالة قبوله ضمن مجموعة توافقه في سلوكه. 4/بالنسبة للحلول في الحديث عنها يتوجب الحديث عن منظومة سلوكيات عامة لدى المجتمع ، تجد عدم الاعتراف اللامبالاة بمساعي الاطفال ، العكوف على الماديات فقط ،دون مراعاة المعنوي و النفسي ، عاملا يخلق لنا أفراد فارغين نفسيا ، قبل علاج أي مشكل يتوجب علاج المصدر، المسبب بالنسبة لعلاج الافراد المنتمي لعصابات الاحياء قد يستغرق وقتا لكنه ممكن بتجنيد الوسائل المناسبة نركز فيها بهذا الصدد على مراكز الاصغاء للاشخاص و فسح المجال للشباب في المشاركة في قضايا المجتمع «نوادي ،جمعيات ، احزاب ...» و التشجيع عليها ، ما يمنح فرصة التواجد المعترف به ، اضافة الى توظيف مراكز علاج الادمان ، اقحام خريجي كليات علم النفس في هذا العمل لتكييف العلاج بشتى أنواعه «جماعي ، نفسي ، سلوكي معرفي جدلي ..» مرة أخرى نركز على علاج النسق أي المجتمع الذي يحتاج فعلا علاجا جديا. 5/ بالنسبة للتعامل مع افراد العصابات ، يعتبر الدخول في هذا الحقل بشكل مباشر، خطرا و غير فعال ، فالفرد ذائب بشخصيته في هذه المجموعة، يبدأ التعامل معهم بشكل منفرد و سحب الأفراد بشكل منفرد، البسط من النفوذ قد يتم الاستعانة بأعوان أمن متخصصين مرافقين ، محاولة إقحام الأولياء في التأثير على أبنائهم لسحبهم من هذه الجماعات. في الختام يعتبر هذا الموضوع و هذه الظاهرة بالغة التعقيد يتطلب تظافر جهود مكثفة و جدية للحد منها .