للثقافة قوتها المعنوية ودورها الايجابي في بث الوعي وتقويم السلوك وتحسين الأداء وتشجيع الإبداع والابتكار وحفظ التراث اللامادي والعادات والتقاليد باعتبارها الوجه الثاني للحضارة وهي المرآة العاكسة لنشاط الإنسان وتنعت بالقوة الناعمة ذات التأثير غير المحسوس وهناك مجالات واسعة للعمل الثقافي كالكتاب والمجلة والجريدة والفيلم السينمائي والمسلسل التلفزيوني والمسرحية والأغنية والموسيقى والرسم فكل الفنون تصب في نهر الثقافة المتدفق بالألوان والألحان والأنغام والعبارات والكلمات العذبة والجميلة ولهذا حاول رئيس الجمهورية النهوض بقطاع الثقافة في بلادنا فتم تعيين وزيرة للثقافة ومعها مكلف بقطاع السينما قبل التعديل الحكومي وكانت إجابة رئيس الجمهورية في لقائه ببعض ممثلي الصحافة الوطنية واضحة في هذا المجال فأشار إلى تجارب بعض الدول التي حققت شهرة ونجاحا عبر السينما والتلفزيون مثل مصر وسورية وتركيا فهذه الدول بالإضافة إلى أمريكا والهند ونيجيريا أيضا تسوق ثقافتها وتحصل على مكاسب مالية كبيرة فالمسلسل التركي حريم السلطان حقق دخلا يفوق 70 مليون دولار وقد كانت للجزائر تجربة سينمائية رائدة منذ ثورة التحرير لكن كل شيء تراجع واختفت قاعات السينما وعجزنا عن إنتاج فيلم عن حياة الأمير عبد القادر بعد دفع مبلغ مالي كبير لمخرج أجنبي ونجد دول قليلة الإمكانيات مثل موريتانيا تتفوق علينا في الإنتاج السينمائي وعندنا نقص في كتاب السيناريو بالإضافة إلى استعمال اللغة العامية في الحوار بدل اللغة الفصحى التي تسمح لنا بتسويق إنتاجنا الثقافي في العالم العربي فما بالك بالدول الأخرى وحتى الكتاب الجزائري لا يعرف طريقه إلى الخارج والروايات التي تحصل على جوائز عربية تطبع وتوزع هناك وذلك لغياب سياسة ثقافية واضحة ومدروسة بدقة وكل المحاولات الجارية مجرد ترقيع وملء للفراغ لا أكثر ولا أقل.