شهر رمضان الكريم يتميز عن بقية الشهور فقد كرمه الله بأن أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان في ليلة مباركة ,ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وفرض علينا صيامه باعتباره ركنا أساسيا من أركان الإسلام ومن هنا نحن مطالبون باستغلال كل لحظة منه فيما ينفع ويفيد في الدنيا والآخرة دون فصل بين العبادات والمعاملات فالإسلام دين ودولة وحضارة وأخلاق واجتهاد وجهاد وإذا كانت الحسنات تتضاعف في شهر رمضان فيجب أن نستغله غاية الاستغلال نقيم لياليه في العبادة والطاعة وليس في السهرات ونبادر في النهار طلبا للرزق والخير والبركة ولا نحول النهار إلى ليل فنمضيه في النوم فليس ذلك هو المطلوب منا. إن نزول القرآن في هذا الشهر يدعونا إلى التفكير والتأمل والبحث والدراسة انطلاقا من الكتاب والسنة تطبيقا لقوله تعالى في سورة الجمعة ((هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة )) والحكمة هي السنة النبوية الشريفة فذاك هو منهجنا وطريقنا للنهوض من غفوتنا وغفلتنا والخروج من تخلفنا مستمدين العون من الله ومعتمدين على أنفسنا ومشمرين على سواعدنا فالقرآن يدعونا إلى الحركة والنشاط لنكون خيرة امة أخرجت للناس ولنا في تاريخنا عبر فهم انتصارات المسلمين كانت في شهر رمضان ابتداء من غزوة بدر الكبرى مرورا بفتح مكةالمكرمة لقد احتفظنا بالمظهر وتركنا الجوهر واشتغلنا بالقشور وأهملنا اللب وتهافتنا على الأسواق وكثرة الاستهلاك والإسراف في الأكل والشراب والنوم والكسل وقد حان الوقت لنعود إلى الصواب والتخلي عن عاداتنا السيئة وتصرفاتنا السلبية لنسمو بأنفسنا إلى المقامة العليا التي يوفرها لنا رمضان ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) وكما قيل غير نفسك تغير العالم وصيامكم مقبول .