- هجرة جماعية لتجار سوق صيادة أكد عدد من تجار الجملة وكلاء البيع بسوق الليل ببلدية صيادة بمستغانم أن سوق الجملة للخضر والفواكه يعاني من غياب تام في التنظيم وسيطرة التجارة الموازية على النشاط ما خلق «فوضى عارمة» في الأوساط، و اشتكى هؤلاء المهنيين من غياب التنظيم و الأمن والإنارة و الماء الشروب وكذا سيطرة التجار الفوضويين على النشاط ما أدى إلى ظهور مضاربين يشكلون عاملا رئيسيا في ارتفاع أسعار الخضر والفواكه و أضافوا بأنهم يعانون من ظروف قاسية لأداء عملهم في وضعية جيدة نتيجة تراكمات المشاكل التي يتخبطون فيها وحسبهم أن تنظيم السوق في الوقت الحالي ضرب من خيال بالنظر إلى المناخ الصعب الذي يؤدون فيه عملهم و اعترفوا بان السوق فقد خصوصياته التي كان يعرف بها في وقت مضى أين كانت الأمور تسير وفق نظام عمل في المستوى و كانت السوق أشبه ببورصة الخضر الفواكه ليس بولاية مستغانم فحسب و إنما على المستوى الوطني على اعتبار أن سوق الليل كان يأتيه الزبائن من مختلف أنحاء الوطن بفعل جودة المنتجات و الأسعار المناسبة قبل أن يتحول شيئا فشيئا إلى سوق مهجور في الوقت الحالي و لا يعمل به إلا عدد قليل من التجار يقدر بأربعين تاجر حيث أن نسبة 70 في المائة من الباعة غادروا السوق و ذلك بسبب الوضعية المزرية التي أصبح عليها حاليا و أحصى هؤلاء التجار المشاكل التي يتخبطون فيها منها غياب الماء الشروب بالسوق لعدة سنوات رغم أن الربط بشبكة المياه موجود فضلا إلى نقص الإنارة العمومية و الأمن حيث تعرض العديد منهم إلى الاقتحام و السرقة إلى جانب عدم وجود إدارة بعين المكان فضلا عن الأوساخ المتراكمة محملين المسؤولية لمسير السوق الذي حسبهم لم يوفر لهم الشروط الضرورية للعمل مقابل أن يأخذ منهم مستحقات الكراء . أما عن المنتجات التي يتزودون بها فقد أكد احدهم أن اغلبها يتم اقتناؤها من الفلاحين و السماسرة و أن المزارعين يرفضون جلب محاصيلهم إلى السوق لبيعها للتجار بفعل الرسوم المفروضة عليهم كلما دخلوا السوق حيث يطالبون بتسديد 2000 دج مقابل السماح لهم بالولوج إلى داخل السوق و هو الأمر الذي يتسبب في ارتفاع أسعار الخضراوات و التي يتحملها المستهلك طبعا و أشار ذات المتحدث أن المضاربين ينشطون بقوة في هذا النوع من التجارة حيث يتسببون هم أيضا في ارتفاع الأسعار عند اقتنائهم للمحاصيل من المنتجين إذ يبيعونها للتجار بأثمان مرتفعة في غياب تام للرقابة . فيدرالية المستهلكين تطالب بإجراءات لتطهير الأسواق من الوسطاء هذا و يؤكد رئيس فيدرالية المستهلكين أن سلوك المضاربة بات يستهدف المواطنين والمزارعين والمستهلكين على حد السواء و التي تتسبب في الزيادات العشوائية التي تطال أسواق الخضر والفواكه في الآونة الأخيرة. و أشار إلى انه بات من الضروري إدخال إصلاحات على أسواق الجملة و ميكانيزمات لتنظيم الممارسات التجارية و القضاء على الوسطاء و المضاربة مع وضع مجموعة من الشروط لإنهاء فوضى الأسواق والاتجار خارج إطار الشرعية القانونية. و كشف بان عدد التجار الرسميين الذين ينشطون في هذه الأسواق أقل بكثير من عدد التجار الفوضويين الذين يمارسون نشاطهم عشوائيا دون الخضوع إلى أية رقابة. و أن العديد من أسواق الجملة بالولايات عبارة عن فضاءات غير مهيأة لا تتوفر على أدنى المعايير لممارسة هذا النوع من التجارة. موضحا أن الإجراءات التي تم اتخاذها سابقا لتنظيم أسواق الجملة لم تأت بثمارها من حيث مساهمتها في مكافحة تعدد الوسطاء الذين ينشطون في مسار توزيع الخضر و الفواكه والذين عادة ما يتسببون في ارتفاع أسعارها بشكل محسوس.