يبدو أن الجزائريين لم يتقبلوا بعد غياب الفنان صالح أوقروت عن سلسلة « عاشور العاشر « للمخرج جعفر قاسم ، حيث عبر الكثير منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تأسفهم لعدم مشاهدة هذا الأخير ضمن أحداث الجزء الثالث الذي يعرض خلال شهر رمضان الكريم على التلفزيون الجزائري ، غير آبهين بالأسباب الكامنة وراء هذا الغياب ، سواء كان انسحابا أو إقصاء حسبما تردده الأقاويل والتصريحات المتضاربة التي لا تهم المتلقي بقدر اهتمامه بمشاهدة فنانه المفضل والمناسب لهذا العمل الكوميدي الذي حقق منذ الجزء الأول نسبة متابعة خيالية بفضل قوة السيناريو وجودة الرؤية الاخراجية ونوعية التصوير وأيضا الحضور الرائع للممثلين الذين أبدعوا في تقمص الشخصيات وترجمة النص الذي عكس دلالات اجتماعية مختلفة . ورغم اجتهاد الفنان حكيم زلوم في تقمص هذه الشخصية الفنية التي رافقت المشاهدين على مدار سنوات ، ومحاولته الجلية لفرض حضوره الفني والإبداعي أمام الكاميرا إلا أن المشاهدين لم يهضموا فكرة تغيير البطل الذي يبدو أنه فقد الكثير من بريقه حسب رأي المتابعين ، أما النقاد فقد حاولوا تقييم السلسلة من الناحية الفنية والجمالية دون أن يدخلوا في متاهات الأسماء المعتمدة لتجسيد الشخوص، و أكثر ما لفت انتباههم أن البطل الرئيسي للعمل الفنان حكيم زلوم لم يظهر الملامح الخاصة به في هذه الشخصية وكأنه يحاول الإبقاء على الملك عاشور العاشر ببصمة صالح أوقروت، وهو ما وصفه أحد النقاد بمحاولة التقليد التي لن تكون أبدا في صالح « زلوم « الذي يملك قدرات هائلة في التمثيل ويمكن له أن يقنع الجمهور بآدائه وبصمته الخاصة في تقديم الدور .. وبين هذا وذلك، لا يزال المتفرج يراقب عن كثب تطورات سلسلة « عاشور العاشر « التي تطرح في جزئها الثالث الكثير من القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي ساخر، ومن يدري فربما يقتنع بهذا التغيير الذي أجراه جعفر قاسم على خارطة أسماء الممثلين ويقتنع أكثر بآداء الفنان حكيم زلوم ، مع العلم أن العمل الرمضاني احتفظ بباقي الأسماء الفنية التي تعود عليها الجمهور ، على غرار الفنانة ياسمين عماري في شخصية « الملكة رزان « ، الفنان بلاحة بن زيان في دور « النوري « ، سهيلة معلم في دور السلطانة « عبلة « ، كوثر الباردي في دور « نورية « وغيرها من الأسماء التي تقود سفينة المملكة العاشورية تحت إدارة طاقم فني متميز نجح خلال موسمين في إبهاج الملايين من الجزائريين وكسب ثقتهم في ظل التدهور الذي يعيشه المشهد الإبداعي والفني ببلادنا رغم وجود طاقات تمثيلية رهيبة وكفاءات في جل مجالات الإنتاج والإخراج، وهو ما يبقى علامة استفهام يتعذر على الكثيرين الإجابة عنها .. !!