بكل روح رياضية تقبّل المواطن الجزائري مرغما لا بطلا توديع السمك إلى الأبد ، و تنازل عن السردين رغم أنّ سواحل البلاد تبلغ طولا 1600 كلم أمّ عمقها فخبره مبهم مادامت الصنارة لا تصل إلى سمك كبُر و صار له شوارب و شاخ في المياه الدافئة في انتظار مَن سيقرصنه من الضفّة الأخرى .. إلى هنا ابتلعنا المصيبة ، و لأنّ المصيبة لا تأتي وحيدة بل تجرّ معها أخواتِها فبيض الدجاج ضربه « لوبا « و اضطررنا إلى استيراد الملقّح منه من جارتنا المقابلة التي نمنحها غازا و تمنحنا بيضا ملقّحا استكمل مراحل نموّه في حظائر آل البوربون . صيصان عين وسارة في الجلفة ماتت في المهد فالدجاج استحوذت عليه جائحة أنفلونزا الطيور ، فحجر على نفسه في انتظار موته ، فلا تنتظروا أن يقرقع بيض في أرحام دجاجات لم تعد حبلى و بالتالي لن تكبر كتاكيت و تترعرع و تصير دجاجا ، و لا تستغربوا الغلاء ، فلا بيض و لا تلقيح و لا كتاكيت و لا دجاج ، الكلّ موبوء بالمعنى المادي و المعنوي. حتّى البيض الذي كان يترامى في مزارعنا و ظلّ غذاءً لنموس الصيادين علا شأنه و تمنّع على البطون الخاوية ، ليضاف إلى قائمة المواد عالية الجودة و التي لا تقوى عليها جيوب المغبونين ، مع العلم أنّ حتى تحوُّل البيض إلى صيصان لم يعد اليوم ينتظر دجاجات تحضّن عديد الأسابيع ، بل يتم الأمر تقنيا في مفقسات عالية الحرارة و تُنقل الكتاكيت إلى المزارع و المداجن لتكمل رحلة تسمين جسمها استعدادا لأن تضحي بنفسها على موائد المستهلكين. أين الخلل ؟