الفرز الانتقائي لتعزيز حماية البيئة والمحيط

وهران رائدة في مجال رسكلة وتدوير النفايات المنزلية

- إشراك الجمعيات البحرية لتنظيف الموانئ
تراهن الجزائر اليوم على سياسة إعادة تدوير النفايات المنزلية لفتح أبواب الاستثمار وإثراء الخزينة العمومية والقضاء على النقاط السوداء التي شوهت المنظر العام للمدينة من خلال تجسيدها للعديد من البرامج الخاصة وفي مقدمتها انجاز مراكز الفرز الانتقائي بكل ولايات الوطن ولعل مركز الفرز المتواجد على مستوى المدينة الجديدة الوحيد على مستوى الجهة الغربية نموذجا يقتدى به بجميع ولايات الوطن
في الوقت الذي أصبحت فيه النفايات المنزلية عبئا ثقيلا على الجهات الوصية بادرت ولاية وهران عاصمة الغرب الجزائري في تجسيد برنامج إنجاز مراكز الردم بعدد من المناطق المتواجدة بالولاية الغرض منها استغلال القمامة المنزلية من أجل العديد من المنافع على غرار الاستفادة منها في مجال الطاقة باستخراج «البيوغاز» من المواد العضوية هذا إلى جانب استغلال جزءا منها أيضا في القطاع الفلاحي إذ أنه ناتج من تدوير ورسكلة النفايات قد يكون سماد غني للتربة وبالتالي الرفع من مردودية المنتوجات الفلاحية، كما يمكن استغلال عملية رسكلة وتدوير النفايات المنزلية بتحويلها إلى طاقة بديلة عن الكهرباء وهو الأمر الذي تعول عليه المؤسسة الولائية للمراكز الردم بالولاية في برامجها ومخططاتها المستقبلية حسبما أكده السيد رشيد حمناس « أن ولاية وهران تتوفر على ثلاثة مراكز الردم التقني متواجد بكل من حاسي بونيف وارزيو والعنصر هذا التى جانب مركز الفرز الانتقائي بالمدينة الجديدة الذي يتواجد بأكبر المجمعات السكنية إذ يعكف الفرق العاملة به على فرز المواد الأولية منها البلاستيك والألمنيوم والكرطون والزجاج وغيرها من المواد التي يمكن الاستفادة منها ببيعها الى المؤسسات والشركات الكبرى المختصة في تحويل ورسكلة هذه المواد مشيرا إلى مدير تسيير مراكز الردم بالولاية أن هذا الهيكل الخدماتي الذي يعد الوحيد بالجهة الغربية يساهم كثيرا في إزالة القاذورات والأوساخ التي شوهت منظر العام لهذه المنطقة المعروفة بتوافد الكبير للمواطنين عليها ليس من وهران وإنما من الولايات المجاورة بغرض التسوق بالمدينة الجديدة التي تضم أكثر من 600 تاجر على الأقل وحسب محدثنا فان ممارسة عملية الفرز تسمح بتغيير سلوك المواطنين بتسيير الأمثل للنفايات المنزلية وتقليلها بعد تحويلها إلي مراكز الردم المتواجدة بالولاية هذا ومن المنتظر ان يتم فتح ثاني مركز فرز انتقائي علي مستوى حي العقيد لطفي وبلغة الأرقام فقد اوضحت السيدة «أمينة مغربي» مهندسة دولة المكلفة بمشروع الفرز الانتقائي واسترجاع النفايات «أن ولاية وهران أصبحت اليوم رائدة في مجال الفرز الانتقائي وهذا بحكم النتائج المحققة على جميع الأصعدة بحيث أن إعادة الفرز بعض المواد الأولوية لقيت اقبالا كبيرا من قبل المتعاملين الذين ينشطون في هذا المجال مشيرة إلى أن أنه وخلال بداية السنة تم استرجاع أكثر من 70 طنا من الكرطون تم تحويلها الى احدى الشركات المتخصصة في المجال هذا زيادة على استرجاع أكثر من 180 قارورة بلاستيك ومايقارب 120 ألف طن من الورق وحسبها فان جميع المواد الاولية المسترجعة يتم الاستفادة منها لاثراء خزينة المؤسسة وعليه فقد تم ابرام العديد من الاتفاقيات مع مختلف المجالس البلديات من أجل انشاء مراكز فرز بكل بلدية بغية تحسين وضعيتها المالية
1200 طن من نفايات تعالج يوميا بالمركز التقني بحاسي بونيف
تتوفر ولاية وهران كما ذكر سابقا على ثلاثة مراكز ردم تقنية منها مركز الردم بحاسي بونيف والذي يعد الاكبر من نوعه على مستوى الجهة الغربية اذ تحول اليه يوميا اكثر من 1200 طن من النفايات المنزلية ومن الممكن ان تتضاعف حجم النفايات لاسيما في شهر رمضان كذا فصل الصيف بسبب ارتفاع نسبة الأستهلاك ومركز الردم بالعنصر الذي يسمح بمعالجة 185 طن من النفايات المنزلية يوميا ومركز الردم بأرزيو الذي يعالج 200 طن من النفايات يوميا، وقد أعطت مراكز الردم التقنية المتواجدة بالولاية نتائج ايجابية على جميع الأصعدة منها حماية البيئة والمحيط بإزالة العديد من النقاط السوداء التي كانت ولوقت كبير موضع استياء وتذمر العديد من المواطنين لاسيما الوافدين إلى وهران عاصمة الغرب الجزائري
النفايات مصدر للطاقة
أن كمية النفايات التي يتم جمعها من ولاية وهران يمكن استغلالها في إنتاج «البيوغاز» أو «سي أش 4» وحسب المشرفين على المؤسسة تسيير مراكز الردم فإن هذا الغاز المنتشر في الهواء يمكن استغلاله في عدد من القطاعات فحسبها فإن النفايات التي تمثل مصدر قلق و إزعاج للسلطات ونقطة سوداء فإنها أضحت مصدر للطاقة المتجددة و مادة أولية لانتاج غاز الميثان المستعمل لإنتاج الطاقة المتجددة للدول المتقدمة التي تقوم باستيراد النفايات من مناطق مختلفة من العالم ومادمت تقنية إنتاج البيو غاز» فإن المؤسسة قامت بدراسة معمقة في هذا المجال ومن المنتظر أن تقوم بإعداد دفتر الشروط لجلب تقنية إنتاج الميثان لخلق مصدر التمويل.
مدرسة ايكولوجية بالمؤسسات التربوية
بالموازاة فقد أوضحت السيدة منصوري عائشة المكلفة بالإتصال على مستوى مديرة البيئة أن مصالح المديرية قامت بالعديد من المبادرات لغرس ثقافة البيئية في أذهان المتمدرس بحيث تم إنشاء أقسام تهتم بالمحافظة على البيئة والمحيط في كل مؤسسة تربوية متواجدة بالولاية وقد إهتم فيها المشرفين على هذه المدرسة بعمليات التحسيس وتوعية في صفوف تلاميذ مختلفة وحسب السيدة «منصوري» فإن هذه المدرسة تهدف إلى تنمية روح حب البيئة والمحيط وكيفية المحافظة عليه وقد قامت مديرية البيئة بتتويج 10 اقسام من مختلف المؤسسات التربوية في اعددها لأحسن مقال حول كيفية المحافظة على البيئة والمحيط كما اكدت أن المدرسة من هذا النوع تعمل ايضا على توعية الإطارات المستقبلية في المساهمة في تنظيف الشواطئ مشيرة إلى أن مديرية البيئة قامت ايضا بالعديد من المبادرات وحملات تنظيف للشواطئ بالتنسيق مع العديد من الجمعيات المهتمة بالحفاظ الثروة المائية على غرار جمعية باربوس وفينسيا وجمعية «سفراء البحر» وغيرها باشراك عدد من المواطنين المحبي للبيئة البحرية حيث تم جمع اطنان من القاذورات في عرض البحر منها الألواح الخشبية التي يرميها الصيادين والبلاستيك التي تشكل خطورة كبير على الحيوانات البحرية
ألعاب البحر المتوسطية فرصة للترويج بالثقافة البيئة
وبالموازاة فإن المشرفين على الألعاب المتوسطية التي ستنظم في سنة 2022 يراهنون على هذه التظاهرة من اجل الترويج الي المجهودات الجبارة التي تقوم بها عاصمة الغرب الجزائري من اجل تجسيد ميدانيا برامج ومخططات حماية البيئة والمحيط على غرار انجاز مراكز الردم ومراكز الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية علما أن هذه التظاهرة الكبرى من المنتظر أن تستقبل العديد من الشخصيات من دول الصديقة والشقيقة وعليه فإن «ألعاب البحر المتوسط «فرصة للترويج إلى ما وصلت إليه الجزائر من قفزة نوعية في تجسيدها لجملة من البرامج الداعية إلى الحافظة على البيئة والمحيط