التبرع بالدم عمل إنساني عظيم ويعتبر من أفضل الصدقات وهو زكاة عن البدن تعود على صاحبه بالنفع في الحياة وبالأجر الكبير عند الله تعالى لأنه يساهم في إنقاذ الأرواح من الموت و لعل عملية الحجامة الشرعية التي حث عليها الإسلام تندرج في إطار إنقاص كمية من الدم ليصح الجسم ولم تكن وقتها عمليات نقل الدم ممكنة لكن التطور العلمي والعلوم الطبية أدى إلى استغلال الدماء لصالح اشخاص آخرين هم في حاجة ماسة إليها ومن الذين يستفيدون من كميات الدم المتبرع بها النساء الحوامل اللواتي يتعرضن للنزيف الدموي عند وضع مواليدهن الجدد مما يشكل خطورة على حياتهن وكذلك المرضى الذين يضطرون لإجراء عمليات جراحية ومنها العمليات التي تخص القلب والأوعية الدموية وزراعة الأعضاء والمصابين بأمراض الدم كفقر الدم وغيره ومرضى السرطان وجرحى حوادث المرور. وقد ثبت أن التبرع بالدم يعود بالفائدة والنفع على المتبرعين فيساهم في زيادة نشاط نخاع العظم لإنتاج خلايا جديدة وزيادة نشاط الدورة الدموية في الجسم وتخفيض الضغط الدموي والكولسترول و التقليل من نسبة الحديد في الدم والذي يعتبر أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين . ومن شروط التبرع بالدم التمتع بالصحة الجيدة وأن يتراوح سنه ما بين 18و 65 سنة وتتراوح كمية الدم المتبرع بها ما بين 450 مل و500 مل كل شهرين دون خوف من أي تأثيرات سلبية وقد أصبح الناس على وعي بفوائد التبرع بالدم عبر العالم كله وتوجد في بلادنا جمعيات نشطة للتبرع بالدم تقوم بتنظيم حملات دورية للتبرع بهذه المادة الحيوية وهناك مواطنون يقومون بالتبرع بكميات من دمائهم لفائدة المحتاجين وغالبا ما يستجيبون للنداءات التي أصبحت ترسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتعمل المصالح الصحية في المستشفيات على تنظيم عمليات التبرع ونقل الدم في ظروف صحية ملائمة وتحتاج عملية التبرع إلى التوعية بفوائها وتشجيع التبرع بالدم لأنه من أعمال الخير والبر والاحسان والله لا يضيع أجر المحسنين .