قصص وعبر كثيرة عن ما تفعله الإرادة وعن عجز المال أو»المادة» في تحقيق المبتغى، فليس السعادة من المال وليس المال وحده من يصنع المعجزات، هناك ما هو أقوى وأسمى بل الأساس لإدراك المبتغى ألا وهي الإرادة التي تعتبر مفتاح لكل هدف منشود إدراكه حتى لو كان بعيدًا أو بالأحرى صعب المنال ضمن ظروف قاهرة أو غير مواتية... ما صنعه شبان غالي معسكر أمام فريق وداد مستغانم مثال حقيقي على قوة الإرادة أمام «المادة»، فأحفاد الأمير عبد القادر تمكنوا من تحقيق الصعود بكفاءة شبانية بتركيبة مكونة من إدارة وطاقم فني ولاعبين بإمكانيات لا تضاهي ما تم تسخيره لفريق «الحمرا» الذي يضم عناصر تمتاز بالخبرة الكافية لتتجاوز أي فريق حتى ولو تعلق ذلك بنادي في القسم الأول، إلا أن تلك صفة سقطت يوم الإمتحان فكان لاعبو الوداد أكثر هدوءًا بل رزانة زائدة جعلتهم يخسرون المباراة أمام فريق يضم تشكيلة جائعة متعطشة لتحقيق حلم الانصار فكان لهم ذلك في الأخير، وحققوا الصعود بغض النظر عن هوية الفريق وسمعته الكبيرة والغني عن كل تعريق فغالي معسكر ليس فريق «أحياء» أو «دواوير» وإنما فريق النخبة إلا أن الظروف جعلته غارق في وحل الأقسام الدنيا، ليعود بفضل إرادة الشبيبة، التي قدمت دروسًا في التضحية وأكدت أن الإرادة أقوى من «المادة»، فالمال لا يصنع الإنجازات إلا بحسن استغلاله وعلى إدارة وداد مستغانم الاستفادة من تجربة الغالية التي حققت الصعود بتشكيلة متعطشة للإنجازات وليس بخبرة السنوات التي لا تكفي وحدها لتجاوز العقبات، فهنيئا لشبيبة غالي معسكر وحظ موفق لوداد مستغانم الموسم المقبل...