نظمت أول أمس مديرية المجاهدين و ذوي الحقوق لولاية وهران مائدة مستديرة بمقرها الرئيسي ، احتفاء بالذكرى ال 62 لاستشهاد البطلان محمد بغدادي و مولاي أمحمد الذي نفذ فيهما حكم الإعدام في الفاتح جويلية سنة 1959 بغابة كناستيل بوهران . وضم هذا اللقاء كل من السيد الهاشمي عفيف مدير المجاهدين و بن عياد قدور رئيس المكتب الولائي للجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام، والمجاهد زروالي بارودي ، ليترحموا على الشهيدين و يتحدثوا عن مسارهما الثوري و تضحياتهما الجليلة من أجل استقلال الوطن خاصة و أن الجزائر على أبواب الاحتفالات الرسمية الخاصة بعيدي الاستقلال و الشباب . تحدث الحضور عن ذكرى استشهاد محمد بغدادي المدعو عبد الوهاب و مولاي أمحمد الذين نفذ فيهما الإعدام رميا بالرصاص في الفاتح من شهر جويلية من سنة 1959 على الرابعة صباحا بغابة كناستيل بوهران ، بعدما رفضهما تكبيل أيديهما ووضع غطاء على أعينهما ، واللذين واجه العملية هذه بشجاعة و صلابة و بصدر عار، و ذلك حسب شهادة جلاديهما . وقد تم تجنيد الشهيد بغدادي و مولاي أمحمد حسب شهادة قدور بن عياد من قبل المرحوم الحاج بن علة نائب قائد الولاية الخامسة التاريخية و مسؤول منطقة وهران و ذلك لتفعيل العمل الفدائي الذي عرف فتورا ملحوظا . وقد نشط الشهيدان بمعية شبكة عبد الوهاب التي خلقت هلعا في صفوف القوات الاستعمارية، و ذلك في الفترة ما بين نوفمبر 1957 و استطاعا أن ينفذا أكثر من 75 عملية فدائية . وقد تم القاء القبض على البطلين في 29 جانفي 1957 بمنزل القايدة حليمة و تفكيك الشبكة و القاء القبض على 97 من عناصرها و قد حكمت المحكمة العسكرية المجرمة بعد مثول البطلين 5 مرات اعدام في حق بغدادي محمد و 11 مرة إعدام في حق أمحمد مولاي ، و بتاريخ 1 جويلية 1959 نفذ الحكم عليها رميا بالرصاص وهكذا ترك الشهيد درسا للأجيال و علمنا كيف يموت الرجال في سبيل الوطن و القضية . والشهيد مولاي أمحمد المولود حسب السيد عفيف الهاشمي هو من مواليد 1923 بمدينة مكناس بالمغرب، عاش طفولته في حي الحمري بوهران وانظم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1947، ثم الى المنظمة السرية في الجبهة الغربية الوهرانية سنة 1950 . وفي 2 ماي 1950 استوقف من طرف الشرطة الاستعمارية ، و سجن في نفس اليوم بالسجن المدني بوهرن بمعية الشهيد حمو بوتليليس وبعد قضاء فترة السجن يطلق سراحه ، أطلق عليه اسم الثعلب من طرف السلطات الاستعمارية. وفي نوفمبر 1955 يصبح نائب مسؤول المنطقة الوهرانية . كان متمكن و مخطط لحرب العصابات لمدينة وهران ، حيث كان له الشرف في تأسيس شبكة قوية لعماليات فدائية وهذا بعد اعتقالات نوفمبر 1956 للسيد الحاج بن علة نائب رئيس الولاية الخامسة . وبعد 3 أشهر من الكفاح والنضال تمكنت السلطات الاستعمارية من القبض عليه داخل فيلا للمناضلة القائدة حليمة.