جميل جدا أن نتذكر المنفيين الجزائريين من وطنهم الى الجزر البعيدة في كاليدونيا الجديدة وكيان وغيرهما في ذكرى استرجاع الاستقلال والحرية باقامة جدارية فنية مخلدة لكفاحهم ومعاناتهم وحنينهم الى الوطن الذي ضحوا من اجله باموالهم وانفسهم واهيليهم والجميل ان يقوم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتدشين تلك الجدارية المقامة في ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة ومعه ممثلو السلطات المدنية والعسكرية في الدولة وهو اعتراف بتضحيات هؤلاء الابطال الذين تم التنكيل بهم والزّج بهم في المعتقلات مكبلين بالسلاسل والاغلال تحت التعذيب والتجويع والاعمال الشاقة ومنع الاتصال وحجز رسائلهم لمنع تواصلهم مع اقاربهم وقد بثت القناة السادسة للتلفزة الوطنية امس السبت شريطا وثائقيا بعنوان «المنفيون» للصحافي سعيد عولمي ركز فيه على معتقل جزيرة الصنوبر بكاليدونيا الجديدة التي تبعد عنا ب 22 ألف كم حيث مازالت تلك السجون البشعة ماثلة والذكريات الاليمة تمزق قلوب احفادهم، صور بشعة وهي لمعاملات غير إنسانية الإعدام بالمقصلة لادنى خطأ أو احتجاج الجوع الى درجة اكل الصابون وغيره كالتكبيل بالسلاسل الحديدية التي وزنها 4 كغ العمل الشاق واستعمال المنفيين الجزائريين والشيوعيين الفرنسيين (الكومينار) ضد الثوار من السكان الاصليين (الكاناك) وأغلب المنفيين الجزائرين كانوا من ثوار 1871 بقيادة المقراني والشيخ الحداد ومن ثوار اولاد سيد الشيخ 1864 ورغم أن فرنسا اصدرت قرارا بالعفو سنة 1880 لكنه لم يشمل الجزائريين الذين تم نفيهم دون نص قانوني والمهم ان فرنسا التي سبقت النازية في استعمال افران الغاز فانها كانت سباقة في اقامة السجون والمعتقلات المرعبة التي تفوق معتقلات النازية ومعتقلات سيبيريا في عهد الاتحاد السوفياتي والمعتقلات الامريكية التي اقامتها فيما يسمى مكافحة الارهاب ومنها سجن عوانتنامو بكوبا وسجن ابو غريب في العراق وسجن باغرام في أفغانستان ولعل فكرة سجن غوانتانامو ماخوذة حرفيا من سجون فرنسا في كاليدونيا الجديدة وهي اقل منها بشاعة وانها لصفحات سوداء في تاريخ الاحتلال الفرنسي لبلادنا التي لن تبرح ذاكرتنا وحتى الاعتذار عنها لا يكفي انها جرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم ولأنها تذكرنا بأحفاد هؤلاء المنفيين فعلينا ان نتقدم في معالجة ملفاتهم ورد الاعتبار اليهم وتمكينهم من زيارة الوطن ومن الحصول على الجنسية الجزائرية وتقديم يد المساعدة لهم واعطاء منح دراسية لابنائهم وتكريم عائلاتهم وتسمية شوارع ومؤسسات باسمائهم ومطالبة فرنسا بدفع تعويضات لهم عما لحق باجدادهم وذاك قليل من كثير.