(وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) الآية 24من سورة الحديد وقد تم ذكر البأس أي الضر قبل المنافع وهذا هو الواقع المؤلم فحتى المركبات التي نستعملها في تنقلاتنا وقضاء مصالحنا ونتفاخر بها ونتمتع بها قد تنقلب علينا في لحظة وتفقدنا حياتنا فحوادث المرور عندنا تحولت إلى كوارث ومآسي وقتل جماعي للمسافرين وإبادة عائلات بكاملها وتحويل أفراحها إلى أحزان في يوم واحد فقدنا 27شخصا في قسنطينة وبرج باجي مختار وليست هي الأولى ونجد الإنسان (السائق )هو المسؤول في الغالب كما بينت الإحصائيات السابقة والتي جاء في إحداها 83بالمائة من حوادث المرور تعود للسائقين و17بالمائة للمركبة والطريق والجو كالمطر وغيره فهناك عدم احترام لقانون المرور تجد حافلة نقل المسافرين او شاحنة نقل البضائع من الوزن الثقيل تسير بسرعة تفوق 120كم أما السيارات الصغيرة فحدث ولا حرج وستجد من يفتخر بأنه سار بسرعة 250كم في تحد للسرعة على الطريق السيار شرق غرب وكأنه يسير وحده انه الجنون او العبث وقد فشلت كل الإجراءات فلم تنفع حواجز المراقبة ولا الرادار الذي مل من الاختباء ولا العقوبات من غرامات وسحب لرخص السياقة والذي توقف العمل به ولا الإرشادات والتوجيهات ولا صور وأخبار الحوادث المميتة مما جعل البعض يقترحون عقوبة السجن وأخشى ان تكون بدون جدوى مادمنا نرى عدد الجرائم في ارتفاع وقد تحولت السجون إلى اقامات مجانية مريحة فيها الاكل والنوم والعلاج والدراسة وأفضل من الاقامات الجامعية ولهذا تبقى الحلول جزئية او غائبة لغياب الوعي والمسؤولية والتفكير لدى السائقين الذين عليهم ان يعرفوا ان مخالفة قانون المرور والتسبب في حادث مرور نوع من قتل النفس بغير حق فهو قتل عمدي يحاسبون عليه أمام الله وان ماتوا هم فهو نوع من الانتحار وهذا ما يجب على لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية ان تصرح به وهناك إجراء تقني يجب ان تلجا اليه وزارة النقل بوضع محدد السرعة للسيارات خاصة المركبات الكبيرة وإخضاع السائقين للخبرة النفسية ولدورات تكوينية قبل الترخيص لهم بقيادة الحافلات والشاحنات ولأننا في عز الصيف والحرارة الشديدة وحرائق الغابات المتعمدة وغير المتعمدة ندعو الله ان يحفظ الجميع من هذه المصائب فليس لنا إلا الدعاء ونحن في العشر الأوائل من ذي الحجة .