لا يزال نقص مرافق الترفيه و التسلية ، يشكل هاجسا حقيقيا للعائلات الباحثة عن الراحة و الاستجمام لقتل الروتين و الملل و الرتابة التي زادتها قلة المرافق ، ما ادخل العائلات في حيرة من أمرها ،و هي تبحث عن هذه الفضاءات من أجل تغيير الجو بالنسبة لأطفالها و قضاء العطلة الصيفية بعد عناء الدراسة، أما الكبار فيحاولون الهرب من الضغط جراء المناخ السائد و الحرارة و قلة الإمكانيات المساعدة على الراحة فمرافق الترفيه ان وجدت فالمناخ السائد طيلة فصل الحر لا يشجع على التوجه إليها خصوصا بالمدن الواقعة جنوب الولاية ، حيث تتجاوز درجة الحرارة ال45 ما يسبب متاعب كبيرة للعائلات كبارا و صغارا و يدخل أفرادها في فراغ قاتل ويجبرها على التزام البيت دون متنفس حقيقي و التخلص من الضغط و الروتين ،سواء للطفل أو والديه .و عن السبب وراء هذا النقص فان المسؤولية تتحملها المجالس البلدية المتعاقبة على تسيير البلديات ، بإهمالها لهذه الفضاءات و مع تزايد أعداد السكان لم تترك مساحات عقارية لاستغلالها كمرافق ترفيهية يلجأ إليها المواطن وقت الحاجة، بل حتى الأوعية العقارية التي يفترض تركها لبناء هياكل سياحية داهمها الاسمنت جراء الإهمال و حولت إلى بناءات في اكثر من بلدية واختنقت الشوارع .أما الملاعب الجوارية ،فيقصدها الساكنة للترفيه و خاصة الشباب فالاستفادة منها صعب فالشمس الحارقة لا تسمح بالذهاب إليها إلا ليلا .أما المسابح البلدية فالمستغل منها أربعة فقط بالشلالة ،بوسمغون، المحرة و الأبيض سيدي الشيخ و لتدارك هذا النقص الفادح برمجت مديرية الشباب انجاز 08مسابح تجري الأشغال بخمسة بكل من الكاف الأحمر ، الرقاصة ، اربوات ، بوقطب ، أولاد يحي بالبيض ، و الثلاثة المتبقية قيد الإجراءات الإدارية بكل من المدينة الجديدة بالبيض و بريزينة و بوعلام و حسب مصدر من مديرية الشباب فان مسبحي الكاف الأحمر و الرقاصة نسبة الأشغال بهما متقدمة جدا،و ستنتهي سنة 2022 و للحد من هذه المعاناة مع نقص المرافق التي من شانها انتشال الأطفال و الشباب من العزلة فان السكان يلجأون إلى حلول مؤقتة أهمها الذهاب قبيل المغرب إلى مشارف المدن ، و المواقع الطبيعية كالحقول و منابع الماء بسيدي اعمر و النخيلة ببوسمغون و الشلالة القبلية و حمام ورقة و عين العراك و القور ، و بعض الحدائق العمومية كالأبيض سيدي الشيخ و حديقة الحرية بعاصمة الولاية و حديقة الرياض ببوقطب و البعض منهم يغادرون ليلا حيث الكثبان الرملية للسهر و تناول العشاء ، علها تخفف عنهم الضغط في ظل عجزهم عن التوجه شمالا حيث البحر و اعتدال الطقس لكلفتها و عدم القدرة على المصاريف المرتفعة ، الوضعية لا يحسد عليها سكان الولاية لان الأجرة الشهرية لا تكفي أما المصاريف الكثيرة و الغلاء و المناسبات الدينية و الدخول المدرسي في الانتظار .و يقول الحاج بحوص رب عائلة " كنت في سنوات مضت أتوجه إلى الشمال و استأجر شقة لمدة أسبوع عندها كان الكراء 2000 دينار لليوم الآن الظروف تغيرت ". و جراء هذا النقص فان المقاهي و الساحات ،أضحت مقصدا مفضلا لمختلف الفئات العمرية خاصة الشباب ،علها تنسيهم عناء الضغط و الرتابة و الملل و قد تكيفوا معه خاصة مع الجائحة التي أثرت على الحركة و أرغمت حتى الأثرياء على البقاء في البيوت .