يقول روجي غارودي في كتابه «حوار الحضارات» ((في الاسلام كل شيء يؤدي الى المسجد والمسجد يؤدي الى الصلاة)) فالمسجد يمثل حجر الزاوية ونقطة الارتكاز وقطب الرحى كل شيء يدور حوله باعتباره نقطة البداية والنهاية والربط بين السماء والارض ومهوى القلوب والافئدة وقد احسنت وزارة الصحة واصلاح المستشفيات في خرجتها الجديدة والموفقة بتكوين فرق صحية متنقلة للجمعة الثانية على التوالي امام عدد من مساجد الجزائر العاصمة لحث المواطنين على استعمال اللقاح ضد فيروس كورونا كوفيد19القاتل حيث تم تسجيل اقبال كبير من قبل جموع المصلين على اللقاح كسر عامل الخوف والتردد لدى المواطنين مما سيعطي دفعا كبيرا لمكافحة هذه الجائحة التي تضاعف عدد المصابين بها في الفترة الاخيرة وتجاوز عدد الاصابات الالف في اليوم الواحد وهذا النجاح الذي انطلق من المساجد يجعلنا نفكر بجد في الدعوة الى تفعيل دور المسجد وجعله فضاء ثقافيا وعلميا مفتوحا للجميع بدل الاقتصار على الصلوات الخمس كما هو الحال الان فلابد من إحياء دور المسجد ليكون منارة للعلم والمعرفة وذلك ببرمجة دروس ومحاضرات تتناول مواضيع مختلفة يقدمها مختصون من اساتذة ومفكرين وخبراء تناول القضايا الراهنة التي تخص الصحة مثلا وكيفية التعامل مع الامراض المزمنة والاوبئة والوقاية منها وكذلك حماية البيئة والحث على طلب العلم وتقديم دروس في الفقه والتفسير واللغةوالتاريخ والاخلاق لبناء الانسان الجزائري على اسس صحيحة ودفعه الى العمل والنشاط والى التعاون والتضامن وهناك نهضة في مجال التعليم القرآني بدات تشمل النساء والاطفال وقد بدات تجذب اليها المتقاعدين والاساتذة وتحتاج الى الدعم والتوسيع لدراسة علوم اخرى متعلقة بالقرآن الكريم والشريعة الاسلامية والحضارة الاسلامية ايضا وتشجيع القراءة والمطالعة لرفع المستوى العلمي والمعرفي في المجتمع واحسن مكان لذلك هو المسجد الذي يستطيع ان يقدم دعما للمؤسسات التعليمية ويكون عونا ورافدا لها مع التركيز على ما يجمع ولا يفرق ويبني ولا يهدم لان بنيانه على التقوى والعمل الصالح وعلى وزارة الصحة توسيع الحملة في الفضاءان المفتوحة وفي المساجد للتخلص من هذا الوباء المخيف وباستعمال كل الوسائل والطرق الممكنة لربح المعركة والخروج منها باقل الخسائر وفي اقرب وقت ممكن.