لم تعد حوادث المرور بما تخلّفه من خسائر في الأرواح و العتاد والتجهيزات العمومية تقلّ خطورة عن مخلّفات وباء كورونا ، فكلاهما صار يعصف بالجزائر و بشكل رهيب، يستوقف كل من له علاقة بذات الموضوع ، سواء كان من سائقين أو مسافرين أو راجلين أو مجتمع مدني وجمعيات بالإضافة إلى الديوان الوطني للسلامة المرورية و الأمن والدرك الوطنيين و الحماية المدنية ، وأيضا عديد الوزارات كالنقل والأشغال العمومية و التضامن والتربية الوطنية و العدل و الإعلام، لما لهذه القطاعات من دور في التحسيس و التوجيه و شرح مضامين القوانين و أيضا ردع المخالفين و المتهورين في الطرقات ، والذين صارت تعجّ بهم ذات الطرقات خاصة في المواسم الكبرى . إلى غاية بداية شهر جويلية بلغت الحوادث في الطرق 10 آلاف حادث و هو رقم مخيف مقارنة بأرقام العام الماضي . وتشير إحصائيات أن المتسببين في حوادث المرور أغلبهم شباب و يكونون أيضا ضحاياها . لقد أرجعت وزارة النقل 96 بالمائة من هذه الحوادث المميتة و تلك التي تخلّف إعاقات مستديمة إلى العنصر البشري ، غير الملتزم بقواعد السير في الطرقات . حوادث المرور التي بلغ عددها 10 آلاف هلك خلالها أكثر من ألف شخص من مختلف الفئات العمرية ، هي حوادث مسجّلة في السداسي الأوّل فقط من هذا العام في حين سجّلت سنة 2019 مجتمعة 29025 حادث هلك خلاله . و في 3049 شخص و أصيب 29095 آخرون بجروح . وفي ظرف 24 ساعة هلك 36 شخصا وأصيب 44 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في 3 حوادث مرور عنيفة في ولايات قسنطينة و غرداية وبرج باجي مختار. و كان أثقلها حصيلة حادث مرور قسنطينة الذي وقع يوم 9 جويلية الجاري مخلّفا 19 قتيلا ، أغلبهم نساء و أطفال كانوا متوجهين من جيجل إلى قسنطينة ، بعد أن فقد سائق شاحنة كانت محمّلة بالحصى السيطرة على فراملها فاصطدم مباشرة بحافلة كانت تقلّ ركابا و استقرّت فوقها ، حيث أنّ كل الركاب توفوا قبل الوصول إلى استعجالات المركز الإستشفائي الجامعي ابن باديس بقسنطينة ، و هو الحادث الذي خلّف ذعرا كبيرا لدى المواطنين و استرعى اهتماما بالغا من قبل الإعلام و الوسائط الاجتماعية و استوقف أيضا الجهات المعنية و المسؤولة من أجل ضرورة التحسيس بمخاطر إرهاب الطرقات و توعية الجميع للتقليل من الظاهرة التي صارت تفرض نفسها في الجزائر . و خلّف حادث غرداية بين حافلة لنقل المسافرين و شاحنة نصف مقطورة 9 قتلى و 32 جريحا . أمّا حادث برج باجي مختار في الجنوب فقد وقع على مستوى تنزروفت و أوقع 9 قتلى و جريحا واحدا ، بعد اصطدام شاحنة بسيارة نفعية رباعية الدفع. هذه الفواجع صارت تفرض إعادة مراجعة منظومة فوانين المرور و السير للتوّعية من العواقب الوخيمة لحوادث المرور وسبل الوقاية منها لتقليصها.