تجاوز عدد الإصابات بوباء كورونا في الجزائر 1300 و حتّى إذا تغيّرت الأرقام نحو انخفاض طفيف بين يوم و آخر فلا يعني بأيّ حال من الأحوال أنّنا خارج دائرة الخطر أو تجاوزنا الأزمة ، فكل المؤشرات لا تبعث على الاطمئنان في ظل الموت السريع للأشخاص الذين يصابون ، عكس ما كان يحدث في الموجة الأوّلى حيث كان بعضهم يرقد في المستشفيات أيّاما و أياّما و قد يتماثل للشفاء . و تبعا للأرقام المستقاة من وزارة الصحة أصبح إجمالي الحالات المؤكدة يقدر ب 160.868 حالة ، بينما بلغ عدد المصابين الذين تماثلوا للشفاء 109.951 شخص، في الوقت الذي وصل فيه إجمالي الوفيات إلى 4042 حالة في البلاد. الوضع خطير و سواد أعظم من النّاس غير مبال بهذا الخطر من خلال التهوّر و عدم الشعور بالمسؤولية لا تجاه أنفسهم و لا محيطهم ، متسببين بذلك في تسجيل أعداد إضافية من هذا الوباء ، كانت الجزائر في غنى عنه . قاعات الأعراس لا تزال مفتوحة ، الحمّامات محلات الحلاقة ، المساحات الكبرى، فضاءات اللعب والترفيه ، الأسواق التجارية التي يرتادها متسوّقون لا حصر لهم ، و كأنّ الأمر لا يعنيهم ، أضف إلى ذلك الاكتظاظ في الشواطئ و تواصل الزيارات العائلية بمناسبة عيد الأضحى و النجاح في شهادة الباكالوريا ، دون أدنى تقيّد بشروط الوقاية و احترام البروتوكول الصحي الذي تناساه الجميع ، و يضاف إلى ذلك عدم إحترام سكّان الولايات الساحلية لتوقيت الحجر الجزئي ببقائهم في الشوارع و خاصة في الشواطئ ، ناهيك عن التكدس الحاصل في كل وسائل النقل الخاصة و العمومية ، الحضرية أو شبه الحضرية و أين ما بين الولايات فلا أحد من السائقين يحترم البروتوكول و يقلّل من عدد الركّاب ، و هنّا نتساءل عن دور الدرك و الأمن الوطنيين و تغريم المخالفين . * مرحلة صعبة وعندما يدعو مدير الأنشطة الطبية وشبه الطبية بمستشفى مصطفى باشا ورئيس النقابة الوطنية للأساتذة والباحثين الجامعيين البروفيسور رشيد بلحاج إلى ضرورة إعلان حالة الطوارئ الصحية ، واصفا الوضعية الوبائية بالكارثة ، محذرا من تزايد عدد الإصابات لدى الأطقم الطبية وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب الحالات المصابة بفيروس كورونا المتحور، كما صرّح أمس الأحد للإذاعة الجزائرية فليتأكّد الجميع أنّنا في أصعب مراحل الوباء الذي جرف كلّ من وجده أمامه و هو الأمر الذي يسترعي الانتباه والحذر وعدم التسبّب في إصابة الآخرين ، في ظل اللغط الكبير الحاصل في مسألة الأكسيجين و كيفية إدارة توزيعه و استعماله مع العدد الهائل من المصابين الراقدين في مستشفيات الوطن . استشراء الوباء وبلوغه أرقاما قياسية لم يعد أمامه سوى حلّ التلقيح لتجنّب الإصابة أو التقليل من عدواها وهو الأمر الذي تسعى الدولة إلى الإسراع فيه من خلال استيراد كمّيات كبيرة من اللقاح الصيني «سينوفاك» في انتظار إنتاجه في الجزائر من طرف صيدال سبتمبر المقبل. ليبقى الالتزام الصارم من قبل المواطنين بالإجراءات الوقائية، إلى جانب أخذ الحيطة والحذر عوامل مهمة إلى غاية القضاء نهائيا على هذا الوباء .