كما جرت العادة و خلال كلّ أزمة مهما كان نوعها وتوقيتها ودرجتها ومصدرها يكثر إنتاج إعلام مضاد عبر كل وسائل التواصل، التي صارت اليوم المنفذ السهل والسلطة المؤثرة في الرأي العام و تتيح الفرصة من أجل قيادة حملات، تبيّن من ورائها اللعب على القدرات النفسية و العقلية للأشخاص من أجل إضعاف المناعة الجسدية والنفسية والعقلية للمواطن، رغم أنّ بعضا يعاني المرض و بعضا آخر يعاني الخوف والقلق ولديه مضاعفات أمراض مزمنة، وهذا الأمر يتطلّب التروي في تلقي المعلومة و معرفة مصدرها والتحلي بالفطنة في التعامل معها بدل الانقياد وراءها . نلاحظ اليوم أنّ تناول الحديث عن جائحة كورونا قد تعدّى المعقول وطغى طغيانا على كل وسائل الإعلام وكذا التواصل الاجتماعي مع أنّ الوقاية والالتزام كانا السبيلين الوحيدين كي لا يصل المرء إلى الوضع الذي نعيشه اليوم والاعتراف أنّ كوفيد جائحة عالمية بدل التشكيك في كل صغيرة وكبيرة وتطوير خطاب زائف هدفه أنّ الأمر يتعلّق بشائعة عالمية لإضعاف البلدان والشعوب وتوجيه الاهتمامات إلى أزمة صحية لقضاء مآرب سياسية أو جيو إستراتيجية. وقد أبان الجزائريون أن الوحدة و التلاحم يصنعان تكافلا وتضامنا كلّما حلّت الأزمات مهما كان نوعها، فتحرّك الهلال الأحمر الجزائري من أجل استيراد 25 جهاز أوكسجين بعد حملة تبرّع لدي المتعاملين والخيّرين من أجل مساعدة مرض كوفيد الراقدين في المستشفيات في حالة جدّ حرجة . وفي ظل النقص الحاد للأوكسجين في ذات المصالح الطبية . وجهاز التنفس الصناعي هو آلة توفر تهوية ميكانيكية عن طريق نقل الهواء المؤكسج إلى الرئتين، لمساعدة المريض على التخلّص من ثاني أكسيد الكربون و هذا الجهاز ليس علاجا في حدّ ذاته بل مساعدا على فتح مجاري التنفّس من أجل أن يستطيع دواء كورونا فعل المطلوب منه في التطبيب . * الهبّة المعتادة كما لا يتوانى الجزائريون في تقديم المساعدات للجميع من خلال توفير الأقنعة الواقية وأيضا الأدوية وبعض المعدات الطبية البسيطة للمحتاجين، وهذه كلّها مؤشرات على التضامن ومنع تسرّب الخوف والقلق للنّاس الذين تحاول أوساط معروفة النيل من مناعتهم. وتستشرف الجزائر من خلال مصنّعين خواص إنتاج الأوكسجين، في حين كانت شركات أخرى تنتجه وضاعفت من الكميات كما فعلت لند غاز ( التي تمتلك الشركة القابضة الجزائرية للتخصصات الكيميائية "أ سي اس" 34 بالمائة من أسهمها)، كما دخل مصنع مدية للأوكسجين حيّز العمل أمس السبت، وهذا كلّه من أجل التضامن مع المرضى وذويهم ومحاولة الخروج من ذروة الأزمة الصحية بأقل الخسائر . وأشارت عديد الدراسات الطبية والاجتماعية وأيضا التابعة للطب النفسي والتحليل النفساني منذ ظهور الموجة الأولى من كورونا إلى حدّ الساعة من تنوّع السلالات أنّ التصرّفات القهرية عندما تتفاقم قد يسكن الإنسانَ الوسواسُ القهري حتّى بعد اندثار الوباء، علما أنّ الوسواس القهري قد يستمر مع المصاب طول حياته ويتحوّل إلى اكتئاب قهري، وفي كلّ الحالات يؤدي إلى إضعاف المناعة وعدم القدرة على الاستجابة للعلاج ، لذلك فإنّ الإنسان في هذه الحالة، سواء كان مصابا أو قريبا لمصاب عليه التحلي بالصبر والتفاؤل وتهوين المصاب، باعتبار كوفيد ليس مرضا أصاب شخصا واحد بل الأمر يتعلّق بجائحة عالمية، في يد الإنسان التخلّص أو التقليل منها عندما يلتزم بالإجراءات الوقائية ويحترم المطلوب منه طبيا وأيضا عدم الانسياق وراء الإعلام المدمّر لقدرات الفرد.
