تمتاز الدبلوماسية الجزائرية بالنزاهة والفعالية والحياد باعتمادها على الحوار الجاد والمثمر للوصول الى الحلول السياسية للصراعات والازمات مما جعلها كثيرا ما تنجح في مساعيها الحميدة عبر مراحل مختلفة، ومن ذلك اتفاقية الجزائر بين العراق وايران والافراج عن رهائن السفارة الامريكية في طهران وحل النزاع العسكري بين اثيوبيا وايريتريا وكذلك بين التوارق وحكومة مالي بإقرار المصالحة، ولهذا يعول على الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رمطان العمامرة وزير الخارجية وبتوجيه من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون فهناك تحريك وحلحلة للملف الليبي تحضيرا لاجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل وقد اكد رئيس الجمهورية ان الجزائر رهن اشارة الاخوة الليبيين وذلك عند استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي يونس محمد المنفي مؤخرا كما هناك اهتمام بالغ بالوضع في تونس الشقيقة بعد التغييرات الاخيرة فقد زارها وزير خارجيتنا مبعوثا من رئيس الجمهورية ومحملا برسالة منه كما اتصل رئيس الجمهورية بالرئيس التونسي يوم السبت الفرط كما طار وزير الخارجية الى كل من اثيوبيا والسودان ومصر لبحث التعاون مع هذه الدول في شتى المجالات والقيام بالوساطة في قضية سد النهضة الاثيوبي لازالة الخلاف بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة اخرى حول تقاسم مياه النيل بطريقة ودية وقانونية فقد تعثرت كل الجهود الدبلوماسية للوصول الى حل يرضي الجميع وفشلت المفاوضات المباشرة بين الدول المعنية وتوقفت ولم تثمر جهود الاتحاد الافريقي وحتى مجلس الامن لم يتخذ موقفا واضحا وطلب التفاوض ولهذا دعت السودان الجزائر الى التوسط لايجاد حل سياسي وقانوني للازمة ولهذا بدا التحرك الجزائري نحو تلك العواصم لابعاد شبح الحرب عن المنطقة وتصفية الاجواء واحلال الامن والاستقرار والتعاون بين تلك الدول واستغلال مصادر المياه بصفة عادلة لا تضر باي طرف منهم فهل تنجح الجزائر فيما فشل فيه الاخرون كعادتها ؟