* 8 أطفال في حالة خطرة بالعناية المركزة * مطالب بدعم المستشفى بمحطة توليد الأوكسجين عادت أزمة الأكسجين لتحدث هلعا مرة أخرى وسط مرضى السرطان وذويهم بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج الأورام الأمير عبد القادر بالحاسي، بوهران، حيث يتواجد حاليا 8 أطفال مصابين بسرطان المخ في الإنعاش حالتهم جد حرجة بحاجة إلى الأكسجين الذي نفد كليا أول أمس إلى غاية كتابة هذه السطور بعد استهلاك المخزون الاحتياطي ل16 قارورة صغيرة. نفس الحادثة عاشها الأطفال المرضى قبل أقل من أسبوعين وصل فيها 6 صغار يعانون من ورم في المخ إلى مرحلة الخطر لولا وصول التموين بالأكسجين في الوقت المناسب وإنقاذ الأرواح البريئة، ليتكرر نفس المشهد أول أمس وتتعقد حالات أخرى، هي اليوم تواجه الموت في ظروف قاسية تهدد مصير كل المرضى المتوجدين بمصالح علاج السرطان في وقت عجزت المؤسسة عن احتواء الوضع الحرج الذي خرج عن سيطرتها وعن كل الامكانيات المتاحة. * مستشفى علاج الأورام بالحاسي خارج برنامج التموين بالأكسجين وعلمنا من مصادر من المؤسسة الاستشفائية لعلاج الأورام أنه تم رفع طلبات التدخل والتموين بالأكسجين لدى مديرية الصحة التي أكدت أن التموين في هذه الأثناء يخص فقط المستشفيات المتخصصة في علاج مرضى كورونا، كما أن مؤسسة علاج أورام السرطان غير مبرمجة للتزود بالأكسجين نظرا للأزمة الحادة التي تعيشها باقي المستشفيات بالجهة الغربية في مقدمتها مصالح كوفيد. وأكدت نفس المصادر أنه تم إيفاد لجنة مشكلة من بعض أعضاء المجلس الشعبي الولائي للإطلاع عن الوضع عن كتب يوم الإثنين 9 جويلية الجاري، وعدت بالتدخل والنظر في الأمر ولكن إلى غاية منتصف نهار يوم الثلاثاء لم تتدعم المؤسسة بالأكسجين رغم أن مؤشر الخزان ذي سعة 10 آلاف لتر كان عند درجة الصفر، علما أن الإستهلاك اليومي لهذه المادة يصل إلى 200 لتر في اليوم، كما أن كل المرضى الذين يعانون من أورام هذا الداء الخبيث سواء الكبار أو الصغار يتطلب وضعهم الصحي أخذ جرعات الأكسجين بشكل مستمر حتى خارج الإنعاش، ورغم ذلك فإن المؤسسة خارج برامج التموين بالحصة اليومية الكافية. * أولياء المرضى يستغيثون ويحملون الجهات المختصة المسؤولية وسط حالة الطوارئ التي أعلنها مستشفى السرطان بالحاسي يتخبط أولياء الأطفال المرضى في حلقة مفرغة بين ساعات يأس ولحظات أمل، يرفعون نداءات الإستغاثة لكن لا من يسمع صوتهم، كيف ذلك؟ وهناك من حول نقل الحقائق إلى تهويل وفضل نشر الأمل غير الموجود، لكن واجبنا المهني يرفض أن نكمم أفواه الأمهات اللائي يبكين دما أمام مصلحة طب الأطفال بمستشفى السرطان بالحاسي، يستنجدون بالسلطات وبوالي وهران الذي كان قد صرح في وقت سابق أن الولاية تحقق اكتفاء من منتوج الأكسجين في زيارة لوحدة إنتاج بأحد المصانع..وإن كان كذلك لماذا تواجه البراءة الموت بمستشفى الحاسي؟، لماذا يسمح باختناق أنفاسهم وتدهور وضع أجسادهم الضعيفة؟..لماذا هذا التماطل في إنقاذ أرواح مرضى السرطان الذين يمنحهم العالم الاولوية في العلاج، بل ويعتبرون خطا أحمرا، يفرض على كل الجهات التكفل بهم في أحسن الظروف. ولا يمكن أن تنسينا الأزمة الصحية الحادة التي فرضتها جائحة كورونا هذه الفئة الهشة من المرضى التي يحاصرها الموت البطيء من كل جهة، وتنتظر اليوم جرعة اكسجين لتعود إلى الحياة وتواصل رحلة العلاج. وطالب بعض الأولياء إخراج مرضى السرطان من سياسة الترقيع التي باتت تميز قطاع الصحة، ووضع استراتيجية فعالة لتفادي مثل هذه الأزمات، خاصة الأكسجين الذي يبقى خطا فاصلا بين الموت والحياة، وذلك بدعم مستشفى الحاسي بمحطة إنتاج تحقق الإكتفاء اليومي من هذه المادة وهذا حفاظا على أرواح تواجه خطر الموت في كل لحظة. وفي صرخة إحدى الأمهات التي التقينا بها عند مدخل المستشفى رسالة إلى كل جهة معنية بتموين المؤسسة بجرعة اكسجين، قالت:«ألا يكفينا ما نعاني من مشقة وعذاب من أجل علاج أطفالنا حتى يمنع عنا الهواء،..حياة طفلي بين أيدي كل مسؤول عن التموين بالأكسجين.. ولن أسامح من قصر.."