* الرياضة الجزائرية في حالة تيهان بسبب تبادل التهم وطرد الكفاءات * ملاكمون مغتربون يريدون تمثيل الوطن في الاستحقاقات المقبلة أكد الملاكم السابق محمد علالو، البطل الاولمبي الحاصل على برونزية سيدني 2000، أن الخيبة الجزائرية في المشاركة الأخيرة في طوكيو لا تمس فقط رياضة الملاكمة، وإنما جميع الإختصاصات مضيفا أنه إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن الرياضة الجزائرية دخلت فعلاً غرفة الإنعاش، وهي بحاجة إلى إسعافات مكثفة وبخبرة مؤهلة حتى تستعيد الوعي ثم تباشر عملية التأهيل قبل أن تنطلق مرحلة التحضير. فالأمور ، حسب علالو، لا تقتصر فقط على الدخول في تربصات مغلقة لمدة محددة حتى تكون هناك نتائج ملموسة. الملاكم علالو ورغم ظروفه الصحية إلا أنه أجرى معنا هذا الحوار الذي تمحور حول الأسباب الكامنة وراء خيبة رياضيينا في الإستحقاق الأولمبي، مبرزًا أسفه العميق وحزنه لما آلت إليه الوضعية. * أولا ما تعليقك على المشاركة الجزائرية في أولمبياد طوكيو وبدرجة أخص الملاكمة ؟ - سئمنا من الحديث عن الإخفاقات وتبادل التهم دون التوجه إلى العلاج، الرياضة الجزائرية دخلت فعلاً قاعة الإنعاش، وهي بحاجة إلى إسعافات بأياد مخضرمة تملك الكفاءات في جميع الإختصاصات وليس رياضة الملاكمة فقط، اليوم نحن نجني ثمار العشوائية المنتهجة من القائمين على الرياضة الجزائرية منذ 1992 وهذه النتيجة ليست وليدة اليوم، نحن تائهون لدرجة أننا عاجزون عن التخطيط للمديين المتوسط والبعيد. * ما هي الحلول في نظرك ؟ - التخلي عن فكرة التحضير للموعد الرسمي قبل 9 أو 10 أشهر، يجب من الآن التخطيط والتحضير لما هو قادم على المديين المتوسط والبعيد، نملك المواهب وتحتاج هذه الأخيرة للكفاءات التي يمكنها أن تستخلص منها تلك الشحنة التي تجعلها قادرة على تشريف الراية الوطنية، كفانا من العشوائيات والعمل الفردي غير المنظم والسعي وراء الأهداف السريعة التي جعلتنا نتراجع إلى الخلف. * الجميع يتكلم عن نقص الإمكانيات، ما رأيك؟ - بالنسبة للملاكمة فهناك نقص فادح في فضاءات التدرب هنا في الجزائر، الملاكم يضطر في بعض الأحيان إلى تغيير برنامجه التدريبي بسبب غياب فضاء التدرب، كما أن غالبية ملاكمينا لا يملكون دخلا يسمح لهم بالتوفيق بين التدريبات وحاجياتهم الخاصة وعائلاتهم، أضف إلى ذلك أن التربصات خارج الوطن تحتاج لتكاليف والجميع يدرك أن الإتحادات لا يمكنها توفير تلك الإمكانيات نظرًا للإعانات الضعيفة، من جهة أخرى هناك كفاءات وإطارات تجد صعوبة في التعامل مع الدخلاء على هذه الرياضة. * مؤخرًا سمعنا عن ملاكمين مزدوجي الجنسية يريدون تمثيل الجزائر، فلم لا تستعين بهم الإتحادية ؟ - صحيح ما تقول، لدي إتصالات مع ملاكمين من أوروبا يريدون تمثيل وطنهم الأم، وقد أعلمت رئيس الإتحادية بذلك وهذا الأخير تجاوب كثيرًا مع الفكرة، سنستعين في الأيام المقبلة بروابط تجمعنا بهؤلاء الملاكمين، لكن يجب على من صنعوا الملاكمة الجزائرية العودة إلى الحلبة لرد الإعتبار للقفاز الجزائري الذي كان في السابق مصدر التتويجات والظفر بالميداليات، حان الوقت لاستعادة ذلك المجد الضائع. * في الأخير بما تختم الحوار؟ - أولا دعني أوجه تعازي الحارة إلى قدوتنا وصديقنا مصطفى موسى إثر المصاب الجلل الذي ألم بعائلته متمنيا أن يخرج أخونا من هذه المحنة، وأن يرفع الله علينا هذا الوباء ونستعيد نشوة الحياة، ونرتب أوراقنا ونصحح أخطائنا لنعود إلى الواجهة.