يعد الراحل محمد علاق أحد أبرز أبطال رياضة أصحاب الهمم على مر التاريخ في الجزائر ، كيف لا و هو الذي أهداها 6 ميداليات برالمبية، خمس منها ذهبية حصدها خلال مشاركاته في الألعاب شبه الأولمبية، إضافة إلى 12 لقبا عالميا زيّن بها سجله المشرّف منذ 1994. ورغم انطفاء شمعته إلا أن إنجازاته الكبيرة وتحدّيه للإعاقة في المجال الرياضي، يجعلان منه رمزا من رموز الرياضة الجزائرية، وسيبقى حيا في قلوب وأذهان كل الجزائريين، الذين كان يسعدهم في المحافل الدولية، ليبقى محمد علاق الرياضي الأكثر تتويجا على الإطلاق في رياضة ذوي الاحتياجات الجزائرية من دون منازع. وكانت انطلاقة الراحل من نادي اتحاد حسين داي مرورا بجمعية بريد الجزائر، ثم مولودية الجزائر قبل أن يقرر وضع حد لمسيرته في 2012، وضع حد لمشواره الرياضي المشرّف، عندما كان ينشط تحت ألوان المجمع البترولي، ليتحول بعد ذلك إلى مجال التدريب، قبل أن يوقفه المرض، الذي عانى منه في صمت لمدة طويلة، فبعد سيطرته المطلقة على المستوى الوطني والجهوي والقاري تمكن من فتح أبواب المجد العالمي بفضل إرادته الفولاذية وجديته الكبيرة في العمل، فقد كان علاق كبيرا، واستطاع ولوج ساحة الكبار بداية من الطبعة الأولى من بطولة العالم ببرلين بألمانيا سنة 1994، وهي المنافسة التي أعلن فيها بصراحة، انضمامه للنخبة العالمية من خلال إحرازه ميداليتين، منهما ذهبية، ليواصل ابن قرية 'أقني إيقغران» بتيزي وزو حصد الألقاب الواحد تلو الآخر، فقد كان عدّادا حقيقيا لحصد الأرقام القياسية في كل المنافسات، أبرزها الأرقام القياسية العالمية لسباقات ال 100 متر و200 متر و400 متر، وهي الأرقام التي استمرت لعدة سنوات، حيث علاق رصيدا كبيرا وسجل اسمه بأحرف من ذهب. وفي الألعاب شبه الأولمبية، حصد محمد علاق أول لقب له في أطلانطا بأمريكا سنة 1996، حيث فاز فيها بذهبيتين في ال 100متر وال 200 متر قبل تأكيد قوّته أربع سنوات بعد ذلك بإحراز ثلاث ذهبيات في دورة سيدني، ليختم الحصيلة ببرونزية في أثينا 2004 وتبقى دورة بكين 2008 الأخيرة في مسيرة محمد علاق الرياضية . ويبقى علاق على مر الأوقات، العربة التي تقود القاطرة، حيث خطف بفضل نتائجه المشرّفة وبعفويته الكبيرة وشخصيته المرحة، حب ومساندة الجميع، وأصبح بحق الرياضي المحبوب الذي رفع راية الجزائر عاليا في مختلف المواعيد التنافسية العالمية، هذه الأسباب مجتمعة أهّلته بجدارة لتقلّد وسام «الأثير» سنة 2000 بملعب 5 جويلية على هامش نهائي كأس الجزائر لكرة القدم بين وداد تلمسان وشباب بني ثور. ليفارق الحياة عن عمر يناهز 42 سنة في 7 مارس 2016 .