لا يختلف اثنان في كون الرياضة من أكثر الوسائل تجميعا للشعوب، لما لها من تأثير على العام والخاص، والتي قد تستخدمها بعض الحكومات لإذابة جليد العلاقات، وتقريب وجهات النظر في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الرياضية. بل أكثر من ذلك فبإمكان الرياضة أن تلملم شتات ما قد تفرقه السياسة، لأنها تسمو فوق اختلافات السّاسة، وتساهم في التغيير الإيجابي، خاصة كرة القدم، على اعتبارها أكثر الرياضات شيوعا في العالم، وكثيرا ما تم استغلالها في مآرب سياسية، فهي «الأفيون»الذي كثيرا ما استخدمته العصابة في وقت سابق لإلهاء الشعب، لأنها تؤجج الحماس الوطني عندما يتوالى الفوز، فيندفع الجمهور للالتفاف حول ناخبه الوطني. ومعروف عن الشعب الجزائري حبه الكبير للساحرة المستديرة، التي كثيرا ما سلبته عقله وسار خلفها في كل مكان، خاصة إذا ما تعلّق الأمر بالفريق الوطني، الذي رافقه إلى أقصى بقاع الأرض، في إسبانيا والمكسيك، وجنوب إفريقيا والبرازيل في 2014، وقبلها في تصفيات أم درمان في 2010، التي ظلت حديث المنتظم الدولي لسنوات، وجعلت العالم يقف احتراما لجمهور وصل درجة «الوله» بفريقه، ولفريق «قاتل» من أجل جمهوره. ولصدق الجزائريين في حبهم لوطنهم وفريقهم، حباهم الله بناخب صدقوا إن أطلقوا عليه «وزير السعادة»، وقد أصبح بالفعل أسطورة كروية، سجّل اسمه بأحرف من ذهب في عالم الرياضة، وهي مكانة استحقها عن جدارة لحبه هو الآخر لوطنه وشعبه،والذي ترجمه إلى أفعال، فلم يغيره المال ولا الشهرة، بل همه الوحيد هو إسعاد الجماهير، وإعلاء الراية الوطنية عاليا بإنجازات عظيمة، فيكفينا فخرا نحن الجزائريين أننا لعبنا 28 مباراة دون هزيمة بفضل بلماضي مهندس هذه الإنجازات. أشبال بلماضي سيواجهون اليوم بوركينافاسو في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم «قطر2022»، في مباراة رسمية تجري بمدينة مراكش المغربية، في ظل جو من التوتر تعرفه العلاقات الجزائرية المغربية، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكن الناخب الوطني عبّر ككل مرة عن وجهة نظره بكل حكمة قائلا:«كرة القدم ليس لها علاقة بالسياسة»، بل أكثر من ذلك، فهذا الرجل فرض احترامه على الجميع، وخير دليل على ذلك أن مرافق الخضر في المغرب سيكون الدولي المغربي السابق «عبد السلام وادو»، الذي رحّب بالخضر على موقعه الرسمي، وزار أمس القنصلية الجزائرية لضبط الأمور، في إشارة أن الرياضة جسر للتواصل قد يعيد ربط حبال الود المتقطعة من جديد.