الحديث عن ملعب الشهيد زوقاري طاهر الذي تم افتتاحه سنة 1987 بأرضية معشوشبة طبيعيا يجرنا الى التطرق لمراحل تغيير الأرضية من وجهات نظر عديدة، وفي هذا الصدد سألت الجمهورية كل من المحضر البدني للمنتخب الوطني للفئات الشبانية محمد شريفي، ومدير الدجياس السابق عبد القادر بلعبدي ثم الإطار في قطاع الشباب والرياضة بولاية غليزان بن الحاج جلول أحمد والذي قدم لنا نبذة تاريخية عن أرضية الملعب اضافة إلى تصوراته حول الموضوع بشكل عام قائلا نوعية التربة سر نجاح تجربة العشب الطبيعي خلال 10 سنوات من افتتاحه من ناحية ارضية الملعب فان هذه الارضية كانت مغطاة بالعشب الطبيعي خلال افتتاحه من طرف أول والي لولاية غليزان بعد التقسيم الاداري لسنة 1984 وانفصال غليزان عن ولاية مستغانم الأم السيد جمال بن شعبان حيث تميزت مراسيم افتتاحه سنة 1987 بمباراة ودية جمعت بين المنتخب الوطني وفريق اولمبيك مرسيليا حيث انهزم الفريق الوطني بنتيجة أربعة اهداف مقابل هدف واحد ولكن العلامة الكاملة كانت لحالة أرضية الملعب المعشوشبة طبيعيا والتي كانت رائعة الكارثة حدثت في سنة 2003 ومن أسرار نجاح العشب الطبيعي في العشر سنوات الأولى بعد افتتاحه هو نوعية التربة التي تم جلبها من منطقة سيدي لزرق نواحي زمورة وهي اجود وأخصب أنواع التربة بولاية غليزان ولكن وللأسف مع بداية من سنة 2003 تم جلب شركة صنعت لنفسها هالة من الدعاية الكاذبة والتزمت بتغيير أرضية الملعب بعشب افضل وأكثر مقاومة للعوامل الطبيعية والمؤثرات الخارجية وتدخل مدير الشباب والرياضة انذاك وفرض عملية اعادة ارضية الملعب رغم رفض مدير المركب هذه العملية ولكن الامور تم فرضها بمنطق سلطوي بعيد عن الحوكمة الراشدة التي تقتضي تغليب منطق التشاور وهكذا قامت هذه الشركة بجلب تربة من منطقة وادي الجمعة وهي من اسوأ انواع التربة بالولاية فكانت الكارثة بكل المقاييس وكان لجريدة يومية وهران الناطقة بالفرنسية السبق الاعلامي في كشف هذه الفضيحة حيث تم انهاء مهام مدير الشباب والرياضة انذاك وجاءت سنة 2005 لتضطر مديرية الشباب والرياضة انذاك الى الاستعانة بشركة ايطالية ليستبدل العشب الطبيعي الذي ظل يغطي ارضية الملعب منذ سنة 1987 بعشب اصطناعي تم تغييره اربع مرات في ظرف خمسة عشر سنة كان اخرها شهر ماي 2021 واعتقد ان نمط التسيير المستقل قد يصل الى الشراكة مع القطاع الخاص كفيل باعادة الامور الى نصابها فقطاع الشباب والرياضة يمتلك كفاءات وطاقات معتبرة ولكن يبقى فقط اعتماد انماط تسيير اكثر استقلالية وانفتاحا واحترافية بعيدا عن الانماط المركزية الادارية البيروقراطية