ما هي الأسباب الكامنة وراء عدم نجاح الملاعب المعشوشبة طبيعيا في الجزائر ؟ السؤال يبدو بسيطا لكن حله هاجسا ومعضلة والإجابة المقنعة عند المتخصصين في هذا المجال أن الأمر لا يتعلق بالإمكانيات والوسائل بقدر ما هو متعلق في التحكم في زمام تسير وصيانه الملاعب في غياب الكفاءة اللازمة والاعتماد على الوسائل التقليدية المعمول بها منذ سنوات وعدم الاعتماد على تكوين الإطارات واليد العاملة المتخصصة في هذا المجال لأننا لا نزال نرى في الرياضة على انها ترفيه و هواية و ليست وسيلة احتراف قادرة على تقديم الإضافة في الإقتصاد الوطني ، و بغياب المنشأة و المسرح حتما ستبقى دار لقمان على حالها تنظيميا أو فنيا بدليل ما آلت إليه كرة القدم المحلية من تدني و تراجع مستواها يكمن أساسا في نوعية الملاعب الكروية التي اصبح معظمها اصطناعيا ، يأتي هذا في الوقت الذي تعرف فيه دول الخليج رغم طبيعة مناخها أو تضاريسها نجاحا باهرا في إنجاز الهياكل الرياضية الكبرى خاصة ملاعب كرة القدم المعشوشبة طبيعيا التي أصبحت تضاهي الملاعب الأوروبية ناهيك عن دول شمال إفريقيا في مقدمتها مصر و تونس . و ماهو مؤكد أن العودة للعشب الإصطناعي بداية الأليفة كان بمثابة إثبات وتأكيد على عدم قدرة مسؤولي القطاع في التحكيم في العشب الطبيعي رغم الإمكانيات الكبيرة المسخرة لهذه الملاعب ، إلى أن يبقى المشكل دائما في متابعة و رعاية أرضيات هذه الملاعب خاصة على الصعيد التقني و اللوجيستيكي ، سواء في عمليات السقي المستمرة و تجديد الأرضيات ، كما أجمع أهل الاختصاص أن عدم وجود اطقم مختصة في عملية صيانة الأرضيات و الوقوف عليها دوريا وراء تضرر الملاعب ،فضلا عن التكوين في هذا المجال الذي لم يكن في مستوى التطلعات على غرار ما حدث في سنة 2015 أين أرسلت بعثات من إطارات الشباب و الرياضة خارج مجال الاختصاص حتى تتكون في الخارج لكن لم تقدم أي إضافة تذكر. في حين يرى أهل الإختصاص أنه أصبح من ضروري وضع نمط تسيير مستقل بالملاعب الرياضية قد يصل الى الشراكة مع القطاع الخاص وهذا كفيل بإعادة الامور الى نصابها