أبان استدعاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للهيئة الناخبة من أجل المشاركة في الاستحقاق المحلي لشهر نوفمبر عن " شهية " عديد الفئات المجتمعية من أجل خوض تجربة المجالس الشعبية المحلية ، حيث عادت الأحزاب السياسية إلى ضبط بوصلتها على مؤشر ال 27 نوفمبر بعد استراحة قصيرة فصلت بين الاستحقاق البرلماني و المحلي ، فالتحضيرات منطلقة على قدم و ساق من أجل تقديم أفضل الكفاءات لخوض هذه الغمار ، فكثير من التشكيلات السياسية تعيد حساباتها من أجل تفويت الفرصة على إمكانية السقوط في أخطاء الانتخابات السابقة . و وفقا للرهان المقبل تلعب كل الأحزاب و أيضا الكتل المستقلّة ورقة الشباب و رغم التكتّم الذي لا يزال يغلب على تصريحات الأحزاب في تقديم مرشحيها إلّا أنّ الفئة الأكثر حماسة للفعل الانتخابي تظل متمثلة في الشباب ، مع مرور الوقت سيبدأ الزحام في تقديم القوائم المرشحة و تعلن الأسماء ، فتشهد الساحة الوطنية صعودا و هبوطا في حمّى المسير نحو البلدية ، النواة الأولى لأيّ استحقاق و حقل صقل المواهب و تفجير الطاقات ، فاغلب المنتخبين في المجالس البلدية يضعون نصب أعينهم التوجه نحو الحياة التشريعية و هو الأمر الذي يتطلّب كفاءة و حنكة سياسيتين يقدر عليها الشباب . تشكّل الاستحقاقات الانتخابية في حياة الشباب منعطفا حقيقيا سواء في مجال المشاركة في الترشح أو التقدّم لاختيار مرشحين بهدف تعزيز تواجد هذه الفئة في المشهد التنموي و أيضا الحقل السياسي باعتبار الطموع أكبر من أجل الوصول إلى مجالس أخرى و تفعيل المشاركة في صناعة القرار الوطني وتوضح عديد المواد المتضمنة في القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات المبادئ الأساسية والقواعد المتعلقة بالنظام الانتخابي عن طريق إشراك الشباب الراغبين في الترشح تجسيد المبادئ الدستورية المتعلقة باستقلالية وحياد وعدم انحياز السلطة المكلفة بتسيير ومراقبة الانتخابات وتجسيد وترسيخ الديمقراطية والتداول على السلطة و أخلقة الحياة السياسية في كل جوانبها ، حيث تعتبر الانتخابات المحلية المحك الذي يبيّن طاقة الشباب ، و قدرتهم على الانخراط في مجال تطوير البلاد . مشاركة الشباب في الحياة اليومية للمواطن الجزائري من خلال وجودهم في المجالس المنتخبة يعطي الدفع القوي الذي تستفيد منه التنمية المحلية ، خاصة أن الشباب الجزائريين قد أثبتوا تواجدهم في المجالس المنتخبة و أبانوا عن إمكانيات حقيقية ، و هي المجالس التي صارت تركيبتها البشرية تركّز كثيرا على الشباب المتكونين و المتخرجين من الجامعات و المعاهد العليا ، و بالتالي فإنّ الكفاءات هي التي صارت تسيطر اليوم على النسبة الأكبر من الطقم البشري المكوّن للجماعة المحلية. و بالنظر إلى الثقل النوعي الذي يشكّله الشباب الجزائريون اليوم في خارطة السياسة فإنّ الانتخابات المحلية أمام سلطة حقيقية و هي سلطة الشباب المحتاجين إلى آليات تستخرج إمكانياتهم ، إلى منظومة قوانين تثمّن مشاركتهم في التنمية من موقع المجالس المنتخبة ، سواء كانوا ينحدرون من أحزاب أو مستقلين عن إيّ انتماء سياسي .