يعدّون العُدّة ويضبطون برامج استثنائية ويجندون فرقا خاصة ويسخّرون عتاد البلديات ويدعون وسائل الإعلام لتغطية الحدث الهام والمهم فيحضر المسؤول الأول عن الولاية وهيئته التنفيذية لإعطاء إشارة انطلاق «الطامة» الكبرى ، عفوا بل الحملة الكبرى لتنظيف وهران ويتسابق المنتخبون لتسجيل حضورهم أمام الوالي لعلهم ينجحون في كسب وده ويتصدر الخبر عناوين الصحف المحلية و الوطنية في اليوم الموالي بجمع أطنان من النفايات المنزلية في دورة واحدة والنتيجة في الأخير كالعادة بعيدة كل البعد عن واقع حال المدينة المتوسطية التي تُحضر لاستقبال أكبر تظاهرة رياضية وتتخبط بالمقابل في مشكل عويص عجز مسؤولوها عن حله . يحز في نفسي وفي نفس كل من له ذرة غيرة على الباهية أن تنعت من قبل زوارها بمدينة المُمهلات العشوائية والأوساخ، مدينة النفايات المتراكمة و النقاط السوداء المنتشرة في كل حي وشارع، لسنا هنا بصدد المبالغة ،لأن التدهور البيئي الذي آلت إليه في الفترة الأخيرة والوجه الشاحب الذي يلازمها منذ سنوات، يدفعنا إلى الحديث مجددا عن ملف النظافة بوهران ويفرض علينا فضح ما يحاول المنتخبون والمديرون إخفاءه عن الجميع ، رغم أن الصورة واضحة وضوح الشمس ولا تتقبل أي أعذار مهما كانت . سؤال يُحير القاطن الوهراني ويُحير كل من يشاطره الرأي من سيّاح تعودوا على زيارة المدينة في المواسم والمناسبات ، هل أن معالجة مشكل جمع النفايات وتسييرها يتطلب مجهودا أكبر ووقتا أطول؟ وهل أن ملف النظافة يحتاج إلى برامج مكثفة واجتماعات دورية للتخلص من التشوه البيئي بحجم مدينة وهران . يبدو أن مشكل النظافة في الوقت الراهن قد تحول إلى قضية حقيقية لم يستطع لا الأميار ولا مديرو مصالح النظافة تجاوزها ،أو حتى إعادة الاعتبار للساحات العمومية والمعالم الأثرية كأضعف الإيمان منهم طيلة عهداتهم الانتخابية السابقة .