يستيقظون يوميا مع ساعات الفجر الأولى ، يتجهون صوب مسمكة أرزيو، حاملين معهم دلاءهم البلاستيكية، لجمع ما تجود به البواخر و قوارب الصيادين، وما تبقى في الشباك من مختلف المنتوجات البحرية، خاصة سمك السردين. حيث يقومون بجمعه وتنظيفه، ليتجهون بعدها صوب السوق اليومي للمدينة، أو ما يعرف محليا ب " المرشي الكبير" من أجل بيعه، وما تبقى من المؤونة يتم أخده للمنزل، فهو قوت عائلاتهم، ..هي ليست مجرد هواية أو حرفة، بل مهنة متكاملة بالنسبة ل " اللقّاطة " كما يسمونهم داخل المسمكة ، والملفت للانتباه أن هذه الفئة تضم أيضا أطفالا صغارا يُعيلون عائلاتهم من هذه المهنة البسيطة و الشاقة في نفس الوقت. و حسب ما أكده لنا العارفون بخبايا هذا النشاط، فإن حرفة جمع والتقاط ما يسقط من الشباك، و بواخر الصيد الكبيرة يعود لعقود بمدينة أرزيو، يمتهنها عدد هائل من الأشخاص من مختلف الأعمار، الذين يذهبون إلى المسمكة مع حدود الساعة الرابعة فجرا، و هو الوقت الذي يعود فيه الصيادون ، وباستعمال وسائل جد بسيطة، كالصناديق الخشبية، والدلاء البلاستيكية متوسطة الحجم، يقومون بجمع ما تبقى من الأسماك، موضحين أن معظم هؤلاء الأشخاص لا يملكون عملا، أو مصدر دخل آخر ماعدا هذه الحرفة، التي تكسبهم قوت يومهم ،وتكفيهم ذُلّ السؤال، وتمنحهم وجبة صحية، والباقي يتم بيعه في الأسواق اليومية، أو داخل المسمكة بسعر التجزئة، وهناك الكثير من الزبائن الذين يتصلون بهم مباشرة لشراء السمك بسعر الجملة، خاصة وأن العديد من سكان مدينة أرزيو، يعرفون ( اللقاطة) ، ويتعاملون معهم لأن منتوجاتهم طازجة، وسعرهم معقول مقارنة مع باقي الباعة.. لكن ما يحز في النفس هو العمل يوميا دون راحة، ودون تأمين صحي، بالإضافة إلى تعرضهم للابتزاز من قبل بعض الزبائن الذين يستغلون حاجتهم الملحة للمال، من أجل الحصول على المنتوجات بسعر زهيد ، وعليه فإن هذه الفئة تناشد القائمين على قطاع الصيد البحري من أجل الالتفات الجدي لمشاكلهم ، وتوفير مناصب عمل قارة لهم، خاصة وأن غالبيتهم من أرباب العائلات، و لديهم عدة أبناء، و حرفة جمع والتقاط السمك تعد مورد رزقهم الوحيد و الأوحد.