البروفيسور حسان لزرڤ أبو الجامعة الجزائرية في ذمة اللّه

وهران تفقد مجاهداً فذا وقطباً علميا أفنى حياته في تأسيس الجامعات وعلاج المرضى وتكوين الأطباء

شيعت ظهر أول أمس الخميس جنازة المجاهد البروفيسور لزرق حسان بمقبرة عين البيضاء بوهران عقب وفاته صباح نفس اليوم عن عمر ناهز 99 سنة ، في جو مهيب بحضور وفد وزاري مهم في مقدمته وزير المجاهدين و ذوي الحقوق العيد ربيقة ، و وزير التعليم العالي و البحث العلمي عبد الباقي بن زيان إلى جانب السلطات المحلية لعاصمة الغرب الجزائري و الأسلاك الأمنية و العسكرية على غرار والي وهران سعيد سعيود و رئيس المجلس الشعبي الولائي ملياني عبد القادر و رئيس المجلس الشعبي البلدي لوهران نور الدين بوخاتم ، ناهيك عن أفراد أسرة الفقيد و رفاقه من السلك الطبي و الأسرة الجامعية .
و يعد الفقيد طبيب الثورة الذي ساهم في وضع منظومتها الصحية بالموازاة مع ضمانه التكفل العلاجي بجرحى المعارك وظل ينتقل بين مستشفيات جيش التحرير الوطني إلى أن تحققت الحرية والاستقلال بتضحيات جسام.
ويعتبر الفقيد أحد أعمدة الطب في الجزائر وقد كرس حياته من أجل استقلال وبناء الوطن باعتباره مجاهدا خلال الثورة التحريرية المجيدة وطبيبا وجراحا للعيون وأشرف على تكوين أكثر من 400 طبيب في هذا التخصص ، دون نسيان أنه أحد مؤسسي الجامعة الجزائرية وأول جامعة بوهران وهي جامعة السانيا قبل أن يشرف على أول كلية للطب بوهران ثم يكلف بتسيير جامعة العلوم والتكنولوجيا ، كما عرفت جنازة الراحل حضور جمع من مواطني ولاية وهران ، الذين عرفوه طبيبا بارزا ، إلى جانب وفد برلماني مهم من ممثلي عاصمة الغرب الجزائري في قبة المجلس الشعبي الوطني .
و بفقدان البروفيسور لزرق حسان تكون وهران قد فقدت في ظرف يومين أحد أبرز شخصيتين ثوريتين بعد رحيل الشيخ عياض بوعبدلي ، شيخ الزاوية البوعبدلية الذي ووري الثرى الأربعاء في مقبرة الزاوية البوعبدلية في بطيوة شرق وهران.
ويعود تاريخ و مكان مولد البروفيسور بمدينة الحروش بولاية سكيكدة سنة 1922، تحصل على بكالوريا فلسفة سنة 1945 بعد سنة من الدراسة في الجزائر العاصمة فضل دراسة الطب في كلية مونبلييه بفرنسا أين تخرج مختصّا في طب العيون سنة 1954.
عاد إلى الجزائر والتحق بالثورة وتعرف على زيغود يوسف وعلي كافي وكان على صلة بالمؤرخ والمناضل محمد حربي ابن نفس المدينة خرج مكرها من مدينته بعد مجازر 20 أوت 1955 لتفادي تصفيته من قبل المعمرين الفرنسيين. اختار التوجه نحو الغرب الجزائري أين واصل نضاله طبيبا في المستشفيات «السرية» لجيش التحرير الوطني كما أطلق اسمه على عيادة طب العيون بواجهة البحر بوهران من طرف المواطنين رغم أنه كان حيا يرزق.