تنطلق غدا بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم للموسم الجديد (2021-2022) التي ستدخلها أندية الغرب وهي مثقلة بالمشاكل، على غرار كل بداية موسم، لكن بدرجة أعلى نسبيا هذه المرة، حيث يتوقع العارفون والمتتبعون لمولودية وهران ووداد تلمسان وسريع غليزان وحتى جمعية الشلف أن تعيش هذه الفرق بطولة صعبة نظرا لعدة معطيات. فمولودية وهران التي ستكون طرفا في المباراة الإفتتاحية للموسم عندما تنزل مساء الغد ضيفة على شباب قسنطينة، عانت خلال الصائفة الماضية من نزيف حاد في التعداد بعدما لجأ عدد كبير من لاعبي الموسم الفارط إلى لجنة المنازعات بسبب عدم تلقيهم لمستحقاتهم كاملة، ما جعل هذه الأخيرة تسرحهم آليا لترتفع بالمقابل ديون مولودية وهران التي يبدو أن مسيريها لم يستوعبوا دروس المواسم الماضية. وكنتيجة عن الهجرة الجماعية للاعبين وتجدد تشكيلة الحمراوة بنسبة كبيرة، اتضح جليا خلال المباريات التحضيرية التي خاضتها في الأسابيع الماضية أن مولودية وهران ستجد صعوبة كبيرة في مسايرة ريتم البطولة، بعدما أظهرت عناصرها تواضعا كبيرا في المستوى عندما انهزمت أو اكتفت بالتعادل أمام جل الفرق التي لعبت أمامها على غرار اتحاد العاصمة وغالي معسكر وجمعية الشلف وشباب بلوزداد. وتبدو مأمورية سريع غليزان أصعب بكثير، حيث يعيش النادي مشاكلا إدارية منذ إعلان حمري انسحابه من الفريق، إذ بات الفريق مهددا بعدم تأهيل لاعبيه الجدد من طرف الرابطة بسبب مشكل الديون، وهو المشكل الذي بات يتكرر في كل بداية موسم في بيت السريع، ما ينذر ببداية بطولة صعبة للغاية قد تجعل الفريق يلعب مرة أخرى على تفادي السقوط وهذه المرة قد لا ينجو منه. ولا تبدو حالة وداد تلمسان أحسن بكثير من سابقيه، حيث سارعت إدارة الزرقاء الزمن خلال الساعات الماضية لتأهيل الجدد في الوقت المناسب، إذ كان الفريق مهددا بخوض المباراة الأولى بالعناصر القديمة وعناصر من الرديف فقط بسبب مشكل الديون الذي يكاد يمس كل أندية الغرب ويحرمها، ككل بداية موسم، من عناصرها الجديدة، في صورة تعكس مرة أخرى سوء تخطيط المسيرين والعشوائية التي تطغى على خياراتهم وحساباتهم. ومثلما جرت العادة، تشكل شبيبة الساورة الإستثناء بفضل الإستقرار الحاصل في إدارتها والإحترافية التي تنتهجها في تسيير الفريق، علما أنها تنافس أيضا في كأس الإتحاد الأفريقي. وفي بطولة الرابطة الثانية هواة لمجموعة وسط - غرب التي ستنطلق يوم الثلاثاء المقبل، من المنتظر أن تجد جمعية وهران صعوبات كبيرة هي الأخرى بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها والديون الكبيرة المترتبة عليها، حيث سينتظر أنصارها، لا محال، سنوات أخرى لرؤية فريقهم ينافس على الصعود، ما عدا إذا تسارعت الأمور وتم حل المشكل المالي نهائيا، وهو ما بات مستبعدا إلى حد الساعة. وكنتيجة عن الأزمة المالية، لم تنجح إدارة "لازمو" حتى في تنظيم تربص تحضيري للاعبين، بعدما تأجل التجمع الذي كان مبرمجا بوهران إلى وقت لاحق قد يكون بعد إجراء الجولات الأولى من البطولة. وضعية جمعية وهران قد تنطبق على جل أندية الجهة الغربية الناشطة في الرابطة الثانية مثل مولودية سعيدة واتحاد بلعباس النازل من الرابطة الأولى، فيما تتمتع الفرق الصاعدة حديثا بدافع معنوي كبير لتقديم موسم جيد في صورة غالي معسكر ومولودية البيض التي أجرت تربصا ناجحا بكل المقاييس بالعاصمة، أين فازت في ودياتها أمام فرق تفوقها إمكانيات وخبرة مثل نصر حسين داي.