رغم أن وهران مقبلة على إحتضان الحدث المتوسطي إلا أن بعض المرافق الرياضية التي تعتبر من معالم التراث الرياضي الوهراني تعيش حالة من التهميش والضياع دون أدنى رفق بتاريخ وحضارة هذه المنشآت التي كانت مسرحًا لأكبر المحافل الرياضية وخصوصًا الكروية والتي هي تحت وصاية مصالح بلدية وهران. فالملعب الملقب بأحد رموز الحمراوة هدفي ميلود، يعيش وضعية أكبر من مزرية فالمرافق التي يتوفر عليها هذا الصرح كافيا لأن يكون قطبًا رياضيا، بل كان في الماضي يسمى رئة وهران الثاني بعد المركب الرياضي شنيور العربي بكاستور والذي يعتبر الرئة الأولى، بالإضافة إلى ملعب بن أحمد الهواري الذي لم يعد قادرًا على إحتضان مباريات ما بين الرابطات بفعل الوضعية المزرية التي تعرفها أرضية ميدانه، ناهيك عن غرف تغيير الملابس التي لا تتوفر على أدنى الشروط ا فهي شبيهة بكوخ لتربية الدواجن. وفي زيارة خفيفة لمركب هدفي ميلود أول ما لفت انتباهنا أرضية الميدان التي أصبحت خطر يحدق بالرياضيين ، بعدما أصبح يفرز مادة سوداء نتيجة إنتهاء صلاحية إستغلال الأرضية التي تحول لونها من اللون الأخضر إلى الأسود، فهذه الأرضية التي تم وضعها سنة 2002 لم تعد قادرة على إحتضان مباريات دورة أحياء وهو ما يفسر عزوف هواة كرة القدم على إجراء مباريات كروية، لتستغل من طرف بعض المدارس الكروية التي لم تجد بديلا غير هذه الأرضية الكارثية رغم خطورتها على صحة الأطفال سواء على الجانب البدني وحتى النفسي بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث من الأرضية، فيما ان هناك قاعات تستغلها جمعيات ذات طابع تجاري، على غرار جمعيات لممارسة رياضة «الزامبا» ورياضة «أيروبيك» فيما تبحث بعض الجمعيات المعتمدة من عند السلطات المحلية عن مكان لإجراء تدريباتها في بوجه الخصوص رياضيي النخبة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يضطر كل من كردجنة وبحلاص التدرب في مساحة صغيرة دون استغلال تلك القاعات التي أصبحت تحت تصرف تلك الجمعيات الرياضية النفعية، وقد سبق وأن قامت السلطات المحلية لولاية وهران بتعيين قاعات المركب الراضي هدفي ميلود فضاء لتدريبات ذوي الإحتياجات الخاصة، خصوصًا بعدما نال كل من كردجنة وبحلاص ميداليات أولمبية، إلا أن كلاهما إصطداما بواقع مرير، وهو ما أكده مدربهما قادة كرشاي، حيث أبدى أسفه للوضعية التي آل إليها مركب هدفي ميلود الذي عوض أن تستفيد منه البلدية وكذا رياضيي النخبة من مداخيل مادية لترميمه يبقى لغاية اليوم في وضعية كارثية والتي تعتبر في حد ذاته إهانة للمكنى به هدفي ميلود رمز من رموز الخضر ومولودية وهرانوفي الأخير يبقى ملعب «شوبو» فضاء رياضي منسى، ذلك الصرح الذي تخرج منه بلايلي وبونجاح وعواج سيد أحمد من فرق مثل رائد غرب وهران ورائد وهران ونجوم الحمري وغيرها من الجمعيات التي كانت تتدرب فيه، لم تعد اليوم قادرة على إستضافة منافسيها بميدانه الذي يصلح لكل شيء باستثناء كرة القدم