تحدث الكاتب كمال بوشامة عن مراحل حياة الامير عبد القادر سواء خلال مرحلة الحرب التي خاضها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ضد المستعمر الفرنسي والمقدرة ب 15 سنة وكذا مرحلة نفيه واقامته بمدينة سوريا، هذا الحديث عن البطل الامير عبد القادر جاء خلال لقاء ادبي وفكري للاستاذ بوشامة وهذا بالمسرح الجهوي بمعسكر حيث تطرق الكاتب والديبلوماسي السابق خلال الندوة لمحتوى كتابه الجديد( l 'emir abdelkader et les siens...)،كما تاسف الكاتب خلال حديثه كون ان الامير عبد القادر حسبه غير معروف ببلده الجزائر خاصة لدى الشباب والشيئ الوحيد الذي يثبت وجود الامير بالجزائر يقول الكاتب هو فقط اسمه الذي يعلوا المؤسسات وعديد الشوارع او بانه مجاهد كافح فرنسا فقط اما تاريخه الحافل بالامجاد سواء داخل الوطن وخارجه فانه غير معروف لدى الشاب الجزائري ، وهنا تطرق الكاتب لشهادات الفرنسيين في حق الامير عبد القادر بانه كان الند بالند لفرنسا مستندا في هذا الجانب لمقولة الجنرال بيجو الفرنسي في حق الامير انه باستطاعتهم القول على شرف الامير انه لم تقع معركة بهذا الحجم مسيرة ومطبقة كمعركة الامير ضد فرنسا هذا وقد اشار الكاتب الى الخديعة التي تعرض لها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة من قبل الفرنسيين خلال المرحلة الاولى من حياته والمتمثلة في المعارك التي خاضها الامير ضد فرنسا قبل ان يتم سجنه بفرنسا اما المرحلةالثانية لحياة الامير والتي اعتبرها الكاتب بانها كانت اكثر شهرة للعالم كما انها لقيت كتاب اجانب حرصوا على كتابتها بالرغم من وجود بعض المزايدات فيها الا ان الوثائق الخاصة بها موجودة يضيف الاستاذ بوشامة الذي اكد خلال سرده لحياة البطل الجزائري انه في سنة 1855 نزل الامير عبد القادر ضيفا في سوريا حيث استقبل نفس الاستقبال الذي حظي به صلاح الدين الايوبي مضيفا ان الامير قد استقدم معه 100 نفر من حاشيته في حين وجد بدمشق حينها جالية جزائرية تقدر بالملايين اغلبهم من سهل الصومام كما لقي الامير حينها جومختلط من التيارات السياسية والمفاهيم الدولية وفي هذه النقطة سرد الكاتب احد انجازات الامير لدى حلوله بسوريا اين وجد 11 حانة تجاور الجامع الاموي وبالرغم من المحاولات المتكررة للمسلمين من اجل ايجاد حل لهذا المشكل الا ان المسيحيينن حينها كانوا مصرين على ان يبقى الحال على حاله الى ان تدخل الامير الذيكان معروف بكلامه السلس واسلوبه المقنع وقام بدعوة اصحابا الحانات الى مسكنه واتفق معهم على دفع مبالغ مالية هامة مقابل بشراء هذه الحانات التي حولها بعد ان اقتناها الى دار الحديث النبوي والتي لا تزال حسب الكاتب موجودة الى يومنا هذا بدمشق ، من جهة اخرى فقد قال الكاتب ان للامير دوركبير في الاصلاح و ترتيب الوضع السياسي بسوريا كما دافع الاميرعن المسيحية وانقذ 15 الف مسيحيا حيث كان يردد دائما قول الرسول عليه الصلاة والسلام من يرى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه كما ان الامير حسب الكاتب قال اني دافعت عن المسيحية لاني مسلم واحترم حقوق الانسانية ،من جهة اخرى وفي قضية المسيحين الذين دافع عنهم الامير هنا اشار الكاتب الى ان الامير قام بافشال حلم فرنسا في استعمار الشرق الاوسط بحجة ان المسيحين مضطهدين وبحاجة الى حماية الا ان تدخل الامير وانقاذ المسيحيين اجهض الخطة الفرنسية في احتلال دول الشرق الاوسط ، وفي الاخير اشار الكاتب ان احد احفاد الامير عبد القادر قد صرح له بان الامير كان يتمنى ان يدفن في بلده و بانه كان يردد دائما سارجع لبلدي حاملا او محمولا كما استذكر الاستاذ بوشامة لقاءه لما كان سفيرا بسوريا مع مفتي الجمهورية الذي نزل لقبر الامير عبد القادر من اجل اخذ رفاته ونقلها للجزائر والذي اغمي عليه حينها حيث قال الكاتب بان المفتي قد اكد له انه قد راى علامات اولياء الله الصالحين في ذلك الرجل البطل ، من جهة اخرى فقد صرح الكاتب للجمهورية انه حاليا توجد ارادة سياسية من قبل رئيس الجمهورية في تجسيد فيلم الامير عبد القادر حيث ان هذا المشروع حسبه سيكون هام للتاريخ الذاكرة والجزائر .