تواجه عدة أحياء و دواوير تابعة لولاية غليزان ، خطر السيول و الفيضانات منذ أيام ، حيث أدى تهاطل أمطار غزيرة في الأيام الماضية إلى اجتياح السيول لعدد من المنازل القريبة من الأودية تحاصر الأحياء و بعض الطرقات و الشوارع جراء تدفقها، فيما تسببت قوة منسوب المياه بانزلاق جسر ببلدية واريزان و عزل عائلات وسط تلك السيول بمناطق متفرقة يتكرر فيها كل عام مشهد الفيضانات. و لا سيما مع الأمطار الخريفية الأولى التي سببت أضرارا و خسائر مادية تكبدها السكان ببلديات غليزان، مازونة، واريزان ، بن داود و غيرها، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية على مدار عدة أيام لإخراج المياه إلى جانب انقطاعات متكررة في الكهرباء ناهيك عن الوضعية المهترئة لشبكة الطرق داخل أحياء و تجمعات سكنية كثيرة . ويخشى قاطنو حي «ساطال» من استمرار هطول الأمطار الغزيرة ، فلا تزال زهاء 2000 عائلة تقطن بنايات فوضوية مشيدة منذ حوالي 20 سنة على ضفاف وادي الصفا، تنتظر اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تضرر هؤلاء السكان الذين تحاصرهم المياه عند تهاطل الأمطار و تتسبب في فيضان الأودية و جرف عدة حقول ، كما عزلت المياه أيضا حي ميلود عامر عواد بتراب بلدية بن داود و الذي تقطنه نحو 800 عائلة على غرار أحياء أخرى ودواوير مهددة بالفيضانات تعيش حالة من الخوف و القلق نتيجة ارتفاع منسوب مياه الأودية المحاذية لها مثل دوار المراينية ببلدية بلعسل ، الذي يعبره وادي مينا و على غرار وادي بسطال ، وادي واريزان إلى جانب وادي جديوية عبر الجسر الرابط بين دوار القواسم و الطريق الولائي ووادي تاغية عند دوار زرادلة (جديوية) ووادي بن فمد الذي يعبر بلدية وادي الجمعة مركز وآخر العابر لوسط مدينة يلل . وهكذا ما يزال سكان هذه الأحياء وأخرى، ينتظرون وضع حد لمعاناتهم و المشاكل التي يواجهونها مع حالة الاضطرابات الجوية ، إذ يجدون صعوبة في التنقل أو مغادرة منازلهم وخصوصا التلاميذ، عمال ، كبار السن ومرضى، كما أنهم سئموا من معاناة استمرت عدة سنوات ومن وعود المسؤولين المتعاقبين على تسيير الشأن المحلي للتكفل بالعائلات المقيمة على ضفاف الوديان ومنحها نصيبها من السكنات اللائقة التي توزعها المصالح المعنية خاصة بعد أن تلقت وعودا ببرمجتها ضمن الأحياء المعنية بالترحيل، إلى ذلك ناشد هؤلاء السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي التدخل لترحيلهم في القريب العاجل وهدم هذه البنايات القصديرية من أجل تفادي خطر فيضانها وانتشالهم من الوضعية الكارثية التي تعرض حياتهم و حياة أبنائهم للخطر. 400 عائلة عند وادي الصفا وبن داود معنية بالترحيل لا تزال عمليات الترحيل و إعادة الإسكان متواصلة على مستوى كافة البلديات، من خلال توزيع وحدات سكنية تفوق في مجملها 6600 وحدة ، حيث استهدف البرنامج الفئات المعوزة و ذات الدخل المحدود ، بالإضافة إلى عدد كبير من الأسر بالأحياء الفوضوية كالحي السكني المحاذي لوادي الصفا و آخر ببن داود في إطار القضاء على السكن الهش و غير اللائق حسبما صرح به رئيس دائرة غليزان في اليومين الماضيين وكشف أن عدد المستفيدين من عملية الترحيل و إعادة الإسكان يناهز 400 أسرة على مستوى الحيين المذكورين ، كما ذكر بأن اللجان المختصة تعكف على دراسة ملفات طالبي السكن العمومي الإيجاري عبر إقليم الدائرة، في انتظار الإعلان عن توزيع 2300 وحدة سكنية على مرحلتين مع نهاية العام الجاري ، لافتا إلى أن العملية تهدف إلى تحسين ظروف عيشهم و وضع حد للمشاكل التي ظل العديد منهم يتخبطون فيها طيلة تلك الفترة.