تسارع النوادي الجزائرية في إعداد برامجها التحضيرية قبل بداية كل موسم كروي جديد من خلال برمجة معسكرات خارج الوطن مثلما دأبت على ذلك في كل موسم بالرحيل صوب تونس طلبا للاستجمام والتحضير للمنافسات القادمة ,وكما جرت العادة فإن العديد من الفرق الجزائرية المنتمية للرابطتين الأولى و الثانية و حتى الهاوية منها سواء كانت من شرق أو غرب أو وسط البلاد و جنوبها تحج إلى البلدان المجاورة وبالأخص تونس لخوض تربصات تطبيقية تتخللها لقاءات ودية تحضيرية تحسبا لانطلاق الموسم الكروي الجديد.غير أن مسألة اختيار تونس من أجل الاستعداد البدني والتقني تتزامن مع الأوضاع التي تعيشها كرة القدم التونسية التي لا تنته في بعض الأحيان منافساتها المحلية من ذلك البطولة المحلية التونسية وانشغال بعض نواديها بالمنافسات القارية . وهو ما حال دون تمكين الأندية الجزائرية التي باشرت خوض الدوري الجزائري لموسم 2013/ 2014 من برمجة لقاءات ودية تحضيرية أمام الفرق المحلية التونسية التي تنشط في الدرجتين الأولى والثانية التي كانت في تلك الفترة منشغلة بحسم مصيرها في المنافسة التي قاربت على نهايتها بإجراء آخر الجولات . ويبدو أن الأمر اختلف تماما هذا الموسم بالنسبة لنوادينا الراغبة في قضاء عطلة سياحية بعاصمة القرطاجيين وإجراء تحضيرات ومقابلات ودية في نفس الوقت على الرغم من أن مسألة اختيار البلد الشقيق تونس دون غيره عن البلدان المجاورة تعود إلى ملائمة الأسعار مقارنة بالمغرب أو بعيدا مثل بولونيا وفرنسا. وكان لابد على رؤساء النوادي الجزائرية إعادة التفكير في هذا الجانب الذي اعاق تحضيراتها واهدر أموال السفريات في خرجات غير موفقة وغير مضمونة النتائج , خاصة و انه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول النوادي التونسية المتعبة إجراء لقاءات تحضيرية لأنها تكون ملزمة بعد نهاية كل موسم كروي بآخذ قسط من الراحة . وهو ما رجع كفة فشل التربصات التي برمجتها نوادينا في هذا البلد قبللا انطلاق الموسم الكروي . خصوصا وكما هو معروف أن السواد الأعظم من الفرق المحلية الجزائرية تختار هذه الوجهة للسياحة والتحضير , حيث نجد هناك حاليا العديد منها كمولودية وهران لكرة اليد المتنقل حديثا إلى بابل التونسية ،الى بالاضافة الى فرق اخرى من مختلف الفروع.و هناك عامل مهم اعاق إقامة الوفود الجزائرية بتونس ويتعلق الأمر بانشغال الملاعب التونسية بالمقابلات الرسمية وتدريبات الفرق المحلية وغيرها من الأمور التي ساهمت في فشل السفريات المبرمجة إلى تونس سيما وأن تكلفة إقامة تربص واحد بهذا البلد تفوق ال 500 مليون سنتيم دون احتساب الضروريات التي يجب أن تدفع من إقامة مباريات تحضيرية ناهيك عن منح تكاليف المهمة لكل لاعب . و إذا كان تنقل النوادي الجزائرية إلى خارج الوطن أمرا مهما لضمان تحضير جيّد وتغيير الأجواء, إلا أنه من غير المعقول أن تصرف الملايير على معسكرات بسوسة أو نابل أو عين دراهم وغيرها من المناطق التونسة و حتى كهرماء و الدار البيضاء بالمغرب تكون نتائجها فاشلة ولا تذر بالفائدة على الكرة الجزائرية.و الجميع يتساءل عن عزوف الأندية عن إجراء تربصاتها هنا بالجزائر أين تتوفر البلاد على بعض المناطق المؤهلة لخوض معسكر ناجح و بأقل التكلفة كالكرابس بعين الترك و مركز تيكجدة بالبويرة و المركز التقني لسيدي موسى الذي يتدرب فيه المنتخب الوطني و بفضله حقق نتائج رائعة في التصقيات القارية .هذا العزوف ليس له إلا مدلول واحد و هو أن النوادي الجزائرية تفضل الرحيل إلى الخارج لغرض سياحي أولا ثم رياضي كأضعف الإيمان.