مبدعون يستغلون شبكات التواصل الاجتماعي لعرض آخر أعمالهم الإبداعية وبأقل التكاليف انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة قيام العديد من المبدعين الجزائريين سواء من المحترفين، الهواة أو حتى المبتدئين، بنشر أعمالهم الفنية على مواقع الأنترنت بحثا عن مزيد من التألق وفتح قنوات التواصل مع معجبيهم ومن ثمة تحقيق ما يسمونه النجاح الافتراضي على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد تحولت هذه الفضاءات العنكبوتية، في السنوات الأخيرة عندنا، مجالا خصبا، يسمح لمختلف الفرق الغنائية والإنشادية وحتى المسرحية، بكسب المزيد من المتتبعين، حيث وأنت تطالع صفحاتهم على "فايسبوك" و"تويتر" تجدهم يسارعون من أجل عرض إعلاناتهم، حتى يستقطبوا أكبر عدد ممكن من الجمهور، الذي يبحث عن مثل هذه العروض الفنية البديعة، دون أن ننسى طبعا قيام الكثير من الرسامين التشكيلين بنشر لوحاتهم على صفحاتهم الشخصية على "فايسبوك" قبل عرضها في مختلف التظاهرات الثقافية والأروقة الفنية. وتمكن الكثير من المطربين عندنا في وهران وحتى خارج الولاية، من حصد عشرات المعجبين والمشاهدات على ال"يوتيب"، حيث يسمح لهم هذا الموقع ببث مقاطعهم الغنائية مجانا ما يخفف عنهم من وطأتهم وأزمتهم المادية، فضلا عن وجود مئات الموسيقيين الهواة الذين يتهافتون على الشبكة لبث أغان أعادوا أداءها وتسجيلها بهواتف نقالة متواضعة لفنانين كبار على غرار المرحوم أحمد وهبي، شيخ العنقى ودحمان الحراشي وغيرهم من المطربين القدامى. ومن بين مستخدمي الأنترنت الذين بدأوا يستغلون هذا الفضاء الافتراضي للتواصل مع الجمهور، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الكاتب والروائي واسيني الأعرج، أحلام مستغانمي، عمر أزراج وحتى محليا على غرار بشير مفتي، ربيعة جلطي، هارون الكيلاني، أم سهام وحتى فرق إنشادية على غرار "المودة" بوهران أو رسامين وشعراء وكتاب ... حيث تمكن هؤلاء من خلال مواقع الانترنت من صنع عالم لا حدود له لقي نجاحا باهرا من خلال إقامة معارض ونقاشات وسجالات ومناظرات افتراضية فاعلة بل وساخنة أحيانا. كما انتهزت مجموعة من المصورين المحترفين وحتى الهواة من إبراز أعمالهم وشغفهم التصويري، بنشر فسيفساء من اللوحات الجميلة عن مختلف مناطق بلادنا على غرار فرقتي "سبيت - آرت" و"خرجات تصوير ومن بين المغنيين الشباب بوهران الذين استطاعوا، استغلال هذا الفضاء التجاري، للتغلغل وسط معجبيه، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، "كادار باريزيان" من حي إيسطو بوهران، الذي استخدم صفحته الشخصية على "فايسبوك" لعرض جديده الفني، والتواصل مع جمهوره، حيث أكد لنا أمس أنه فعلا تمكن من الوصول إلى مراده وكسب رهانه، وما التعليقات والرسائل التي تصله يوميا من الشباب لخير دليل على ذلك، مؤكدا أنه لديه عدة مشاريع مستقبلية من بينها إصدار ألبومات ومقاطع غنائية "رايوية" تعيد الوجه الحقيقي لهذا الطابع الفني المعروف على الصعيد العالمي. حذار من السرقة الأدبية ويرى الكثير من المبدعين أن استخدام الأنترنت للتعبير عن همومهم، يمثل طريقة حديثة تمكنهم من ربح الوقت والإسراع في اكتساح السوق الإبداعي عوض الانتظار لسنوات من قبل المؤسسات الثقافية التي عادة ما تتماطل في تقديم الخدمات وتفادي تعقيدات تنظيم الأحداث الفنية التي تتجاوز تكاليفها بكثير امكانياتهم المادية. ويبقى الانترنت حسب رأي العديد من الفنانين اليوم السبيل الوحيد لمس أكبر عدد ممكن من الجمهور، لاسيما في ظل عزوف الكثير من العائلات لقاعات العرض، إلا أن هذا الخيار ليس ممونا حيث قد تنجر عنه أيضا الكثير من السرقات الأدبية لاسيما بالنسبة للنصوص والصور الفوتوغرافية التي من الصعب حمايتها إذ كثيرا ما يتم استغلالها بصفة غير شرعية كما يحذر الكثير من المختصين والمتابعين. لهذا تجد العديد من الفنانين والكتاب والرسامين ينددون بالسرقات الأدبية التي تقترف على مواقع التواصل الاجتماعي ويعتبرون الأمر تجن واضح على حريتهم الفكرية وملكتهم الإبداعية، داعين إلى إيجاد سبل واضحة للحد من هذه الظاهرة المشينة، لاسيما وأن هذه الأعمال الفنية ليست محمية، إلا أنها مثلما فيها سلبيات إلا أنها تحتوي على الكثير من الإيجابيات.