إبتعد العداء الوهراني السابق وادي الجيلالي كلية عن عالم ألعاب القوى و الرياضة بشكل خاص و هو الذي كان من بين المواهب الصاعدة في سباقات السرعة و التي كان يعول عليها للذهاب بعيدا في اختصاصي 100 متر و 200 متر. وادي الجيلالي ، الذي يبلغ اليوم 28 سنة ، نزل ضيفا على "الجمهورية" و تحدث عن مشواره الرياضي و الأسباب التي دفعته للتوقف في سن جد مبكرة و التفرغ للتجارة ، بعد أن كان قد سطر لنفسه أهدافا في مشواره الرياضي عندما كان عداء في صفوف نادي أسكاو لم يتمكن من بلوغها و لا حتى من العمل على الوصول إليها لأسباب مختلفة دفعت بالعديد من الرياضيين من جيله للإبتعاد عن المضامير في ظل المستوى المتدهور الذي تتواجد عليه ألعاب القوى بعاصمة الغرب الجزائري أبرزها نقص الإمكانيات و الإهتمام و اهتراء المنشآت الرياضية التي لم يتم تجديدها وكذلك قلتها. و بدأ وادي الجيلالي ممارسة ألعاب القوى سنة 1996 مع نادي النجاح عندما كان في سن الثامنة. و اختص الجيلالي منذ البداية في سباقات المسافات القصيرة من 50 متر إلى غاية 100 متر و200 متر . و أثناء تقمصه لألوان نادي أسكاو أحرز وادي الجيلالي أحسن توقيت له سنة 2009 بإحرازه ل10.45 ثانية في البطولة الوطنية الشتوية بباتنة و هو أحسن ثاني توقيت بعد الرقم القياسي الجزائري والمقدر آنذاك ب10.23 ثانية. و احتل وادي الجيلالي الوصافة خلال البطولة الوطنية من 2007 إلى 2009 و هي آخر سنة له في الميادين ليقرر خلال الموسم الموالي التوقف نهائيا رغم قيامه بفترة التحضيرات. و كشف وادي الجيلالي بخصوص الأسباب التي أدت به لاعتزال ألعاب القوى في سن مبكرة قائلا: "السبب الأول هو نقص الإمكانيات المادية و غياب التحفيزات سواء من طرف الأندية أو حتى من طرف الإتحادية التي لم تكن تهتم بنا و تتعامل فقط مع مجموعة معينة ، لقد كانت لي تجربة مع المنتخب الوطني سنة 2007 خلال الألعاب الإفريقية التي أقيمت ببوركينا فاسو ، حينها خرجت من الدور التصفوي الثاني ، و قد كانت لي طموحات دولية بالوصول على الأقل إلى نهائيات السباقات العالمية لكن الإهمال الذي يعاني منه العداؤون دفعني التوقف ، تصوروا أنني أنفقت 154 مليون سنتيم من أموالي الخاصة سنة 2009 للوصول إلى ما وصلت إليه آنذاك ". و أضاف نفس المتحدث : "تلقيت بعد ذلك إتصالات من نادي أسكاو من أجل دخول عالم التدريب لكنني فضلت البقاء بعيدا عن الرياضة و حاليا تفرغت لحياتي اليومية كلية و لا أمارس الرياضة إلا مرة واحدة الأسبوع على الأكثر نظرا لضيق الوقت". و يرى العداء السابق بأن الوضعية الحالية لألعاب القوى لا تبعث على الإرتياح حيث قال: "نتائج ألعاب القوى الجزائرية مخيبة رغم ميداليتي مخلوفي فالجزائر بإمكانها تحقيق أفضل من ذلك بكثير بشرط أن يحظى العداؤون بالتدعيم المالي و المعنوي و المادي و بالإهتمام "