تحتضن كلية اللغات والآداب بجامعة أبي بلقايد بتلمسان، يومي 25 و26 سبتمبر الداخل، فعاليات الدورة الثانية من الملتقى الوطني الذي تنظمه بالتنسيق مع مخبر الفنون والدراسات الثقافية حول” تداخل الفنون في أزمنة متغيرة-آليات الوعي وإستراتيجيات الممارسة”. يهدف الملتقى حسب بيان لمنظميه إلى تحقيق جملة النتائج للوقوف عند ظاهرة تداخل الفنون، مع الاستشهاد بأمثلة حيّة بشأن تطبيقات سلسلة المداخلات التي من شأنها إثراء الملتقى، ومتابعة أهم أعمال الأساتذة وتجارب الكتاب والفنانين والمخرجين الجزائريين وأبحاث طلبة الدكتوراه، والتي تَصُبّ بالأساس في تثقيف المجتمع الجزائري، باعتبار أنّ الجامعة تشتغل وفق مقتضيات الدّور المعرفي والعلمي، لكي تجيب على أسئلة المجتمع، وتستجيب لحاجياته من البناء المعرفي والصّناعة العلميّة والثقافية، وتقديم دراسات مستقبلية. كما يأتي الملتقى انطلاقا من رؤية الإنسان لنشأة الفنون باعتبارها وسيلة لإيجاد التوازن بينه وبين العالم الذي يعيش فيه، باعتبار أن الفن حقل معرفي تتداخل فيه الفنون والعلوم المعرفية، للوقوف عند إشكالية الإجادة والإتقان بهذا الملتقى، وعند عتبة ماهية تلكم الإبداعات الفنية سواء في المهج أوفي الموضوع أوفي المفاهيم، ومن الإشكاليات التي يتم اثارتها في الملتقى نذكر منها هل كانت مجموعة تلكم الإبداعات مجرّد استنطاق لجملة من الأفكار المقيدة والتشفي في الأحاسيس؟ أم أنها تجاوزت حالتها الفردية، لتصبح نظريات وتمثلات ثقافية وبنية فكرية، في ما هو عقائدي واجتماعي وجمالي؟ وكيف نفهم آليات الوعي وإستراتيجية الممارسة التي سمحت للفنون بالتداخل فيما بينها لضرورات مختلفة ؟ وعملا بتحري الإشكاليات والوقوف عند عديد الأطروحات التي تأتي في ضوء الملتقى، فإنه يرتكز على مجموعة من المحاور لعل أهمّها كمحور أوّل إعادة الوحدة المفقودة بين الفنون، حيث أنه أمام الانفتاح والتطور، لم تعد الفنون تكتفي بأنواعها المستقلة، فأذابت الحدود الفاصلة بين بعضها البعض، من أجل إحداث علاقات جديدة للوصول لنوعية مميزة، مما يؤثر بشكل وجداني على المتلقي، ووقوفا عند محور ثان يتضمن تداخل الفنون وحوارية الأجناس الأدبية حيث أنه كلُّما تعذّر على النّقاد والبّاحثين تفسير نصّ من النّصوص الأدبية، إلاّ وربطوه ببعض جوانب الحياة التقليدية والأساطير والعادات للجماعات، إذ يهدف المحور إلى ملامسة كيفية استفادة الأجناس الأدبية من الفنون الشفهية كالموسيقى بالأغنية الشعبية والمديح الديني وغيرها. ثالث محور يركز في مضمونه عز المفاهيم والمقاربات المعاصرة حول تداخل فنون العرض والأداء، وهذا بإثارة موضوع المصطلح الفني بين النقل والترجمة والتعريب، الترجمة والفروق الحاصلة في فهم المعنى، وتوحيد المصطلح، مع الوقوف عند الفن والفلسفة المعاصرة والبحث في مناهج وطرق معالجة الفلسفة المعاصرة لمواضيع الفن، أما آخر المحاور فيثير موضوع تطور الفنون والتحديات المستقبلية في الجزائر إذ يسعى لوضع اليد على واقع الممارسات الفنية المتداخلة، كما يتم تسليط الضوء على معوقات تداخل الفنون في الجزائر، دونما إهمال ذكر الحلول المرجوة لتحقيق الميزة التنافسية في هذا المجال، للحديث عن واقع تداخل الفنون مع التقنيات التكيفية الحديثة في الجزائر.