قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، أنّه دون كيشوت، الذي هجر بلاده “الجزائر” خوفا على حريته من الاضطهاد في التسعينات، وأكد أن قطاع الثقافة بالجزائر يعاني بسبب سوء تصرف المسؤولين به، حينما تم تقديم تمويلات إلى أعمال لم ترى النور رغم صرف أموال طائلة بخصوصها. أوضح الروائي الجزائري واسيني الأعرج في حوار له مع مجلة ميم التونسية، أن الفساد الثقافي الموجود في الجزائر يرجع إلى الكثير من الأسباب وقال يتجلى هذا الفساد بشكل واضح في قضية تمويل بعض المشاريع الفنية دون أن إنتاجها قائلا “..فمن جهة يدّعون غياب التمويل لبعض الأعمال ومن جهة يقومون بإنتاج أعمال ثقافية بمقابل مادي باهض وهي لا تساوي شيئا. والعديد من الأفلام التي أنتجت هي أفلام تساوي جزئية فقط مما يجب أن تكون عليها” مضيفا “هناك فساد مثل الفساد الاقتصادي والاجتماعي ولدي وجهة نظر في الموضوع وتفاصيل يمكن أن أحكي فيها ولكن الفاهم يفهم”. من جهة أخرى عبر الروائي الجزائري عن رغبته الملحة للحرية التي يبحث عنها منذ خروجه من الجزائر سنة 1993، والتي يعتبرها شيئا مقدسا، وقال “إنه يرى في نفسيه دون كيشوت الذي هجر بلده، بسبب اضطهاد حريته، مضيفا انه لا يمكن أن يكون قاتلا مثل دون كيشوت رغم الحروب التي يخوضها وصراعه دائم مع طواحين الهوى ومحاربة الشياطين”. وعن ترجمة أعماله إلى العبرية قال “ليس لديّ مشكل في أن تترجم رواياتي إلى العبرية لأنها لغة كان يتكلم بها سيدنا إبراهيم وسارة” مضيفا “وإذا سألتني هل أنت ضدّ اللغة سأقول لا، لكن أنا ضدّ الحركة الصهيونية التي أعتبر أنها عدوة لي بدليل أنّ هناك سلطة خفية لهذه الحركة وضد الأدب العربي المتنور والسينما المتنورة لأنهم يريدون دائما إبراز النموذج العربي المتخلف والمتعجرف، وعندما تكتب تظهر خارج هذا النموذج كعربي مثقف يقلقهم كثيرا إلا إذا استجبت لانتظارات المؤسسة وتقول إنّ فلسطين لا تعنيك”. للاشارة، يُعتبر الروائي الجزائري واسيني الأعرج من أشهر الروائيين العرب، ويكتب واسيني باللغتين العربية والفرنسية، ولا يفضل الاستقرار على شكل واحد وثابت في كتابته، بل يبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية، بالعمل الجاد على اللغة، بحيث لا تكون اللغة معطى جاهزاً ومستقراً، ولكنها بحث دائم ومستمر.