دعا عدد من حكّام الولاياتالمتحدة الأحد البيت الأبيض إلى وضع استراتيجيّة وطنيّة لاحتواء التفشّي السريع لفيروس كورونا المستجدّ في البلاد، وسط ارتفاع كبير في عدد الوفيّات، فيما حذّرت السلطات الصحّية من أنّ هذا الأسبوع سيكون “سيّئاً”. ويزداد عدد الوفيّات في الولاياتالمتحدة، مع تسجيل نيويورك بؤرة الوباء في البلاد مئات الوفيّات يوميًّا، في وقت تستعدّ المستشفيات لاستقبال مَدّ جديد من المصابين. وتوفّي أكثر من 1200 شخص جرّاء إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ في الولاياتالمتحدة خلال 24 ساعة، استنادًا إلى إحصاءات نشرتها جامعة جونز هوبكنز الأحد (الساعة 20:30) (الإثنين 00:30 ت غ). وحذّر حكّام بعض الولايات الأميركيّة من عدم وضع إدارة دونالد ترامب خطّةً موحّدة لمواجهة الوباء في الولاياتالمتحدة. وقالت حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر لفوكس نيوز “إنّ غياب استراتيجيّة وطنيّة تُطبَّق على أساسها سياسة واحدة في البلاد خلافًا لسياسات متفرّقة في كلّ ولاية تعتمد على مَن هو الحاكم كما هو حاصل الآن، هو أمر أعتقد أنه يزيد من خطورة الوضع بشكل يتسبب ببقاء كوفيد-19 لوقت أطول ويؤدي إلى مرض المزيد وخسارة مزيد من الأرواح”. وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو أنّ الولاية قد تصل إلى ذروة تفشّي الوباء هذا الأسبوع، محذّراً في الوقت نفسه من أنّه من غير الواضح ما إذا كان سيلي ذلك انخفاض سريع في الإصابات. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذّر السبت من أن الولاياتالمتحدة تدخل وقتاً أكثر “بشاعة” مع “أرقام سيّئة للغاية”. فيما ظهرت بوادر مشجّعة الأحد في إيطاليا وإسبانيا، البلدين الأكثر تأثّرًا بكوفيد-19، في معركتهما ضدّ الوباء الذي يجتاح العالم. وسجّلت إيطاليا الأحد أدنى حصيلة يوميّة للوفيّات الناجمة عن الفايروس، فضلاً عن انخفاض في الحالات الحرجة لليوم الثاني. وأعلن الدفاع المدني الإيطالي أنّ عدد المتوفّين في الساعات ال24 الأخيرة بلغ 525، وهي الحصيلة اليوميّة الأدنى منذ 19 مارس. وقال مدير الدفاع المدني أنجيلو بوريلي “هذه أخبار جيّدة، لكن علينا ألا نتهاون”. في إسبانيا، ذكر مسؤولون أيضًا أنّ عدد الوفيات تراجع لليوم الثالث على التوالي. مع ذلك، أكّدت الحكومة أنّها ستمدّد الإغلاق شبه التامّ حتّى 25 أفريل. وأسفر انتشار فايروس كورونا المستجدّ عن وفاة ما لا يقلّ عن 68,125 شخصًا في العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس السبت الساعة 19,00 ت غ استنادًا إلى مصادر رسميّة. ودفع الفايروس السريع الانتشار نحو نصف سكّان العالم للخضوع لعزل تامّ في منازلهم وقَلَب حياة المليارات رأسا على عقب، بينما تسبّب بانكماش كبير في الاقتصاد العالمي. ومع تأكيد إصابة أكثر من 1,2 مليون شخص، يضغط الفايروس بشكل هائل على خدمات الرعاية الصحية في الدول الغنية والفقيرة التي باتت تواجه صعوبات في العثور على ما يكفي من الطواقم الطبية والمعدات. وشجّعت دول غربيّة بينها الولاياتالمتحدة المواطنين على ارتداء أقنعة واقية، رغم إصرارها في البداية على أنّ العاملين في القطاع الصحّي هم فقط من يحتاجون لتغطية وجوههم، في تحوّل تامّ أغضب بعض الناس وأربكهم. وجاءت النصيحة بعدما رجّحت دراسات انتقال الفايروس عبر الكلام والتنفّس وليس السعال والعطس فقط. وتُراجع منظّمة الصحة العالميّة إرشاداتها، لكنّها تخشى من أن تمنح الأقنعة “حسًّا مزيّفًا بالأمان” ما يقود الناس إلى تخفيف التزام غسل اليدين والتباعد الاجتماعي. وكشفت الحكومات برامج غير مسبوقة لتحفيز اقتصاداتها وتخفيف الأزمة، لكنّ خبراء حذّروا من أنّ الأزمة قد تزيد الفقر مع خسارة الملايين وظائفهم. وأفادت إيران التي عانت حكومتها ضربة مزدوجة تمثّلت بتفشّي الوباء والعقوبات الأميركية، بأنها ستسمح باستئناف أنشطة اقتصادية “قليلة المخاطر” مع تراجع الإصابات لليوم الخامس على التوالي. ويشعر البعض في الدول الفقيرة بغضب حيال قرار منع التجوّل الذي حرمهم من الحصول على قوت يومهم. وقال سائق دراجة نارية يستخدمها كسيارة أجرة في لواندا، عاصمة أنغولا، غارسيا لاندو “كيف يمكن لأحد البقاء في المنزل دون شيء يأكله؟”. أضاف “الموت بهذا المرض أو برصاصة أفضل من الموت جوعا”. في إفريقيا كذلك، أعلنت إثيوبيا عن أوّل وفاتين بكوفيد-19 بينما كثّفت السلطات الفحوص للحصول على صورة أوضح بشأن انتشار الفايروس.