تم التأكيد بولاية أدرار على ضرورة اتباع التدابير والخطوات العملية الكفيلة بترشيد الاستهلاك الطاقوي بالبلديات ضمن التحول الطاقوي، حسبما أشير اليه اليوم الثلاثاء خلال لقاء تكويني لفائدة بعض البلديات. ولدى إشرافه على انطلاق اشغال ورشة تكوينية ضمن برنامج "البلديات الخضراء"، الذي تنظم في اطار تعاون جزائري ألماني بين وزارة الداخلية والجماعة المحلية والتهيئة العمرانية والوكالة الألمانية للتعاون "جيز"، أبرز الأمين العام لولاية أدرار، نحيلة لعرج، أهمية هذا التعاون في مجال ترشيد استهلاك الطاقة وتنويع مصادرها حماية للاقتصاد والبيئة والذي يشمل سبع بلديات بولاية أدرار. وأضاف المسؤول ذاته، خلال هذا اللقاء الذي جرى بمشاركة ممثلين عن منظمة "جيز" الألمانية وعن البلديات، أن البرنامج الوطني للطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية يهدف إلى ترشيد نفقات الطاقة الكهربائية للبلديات في الجزائر بما يمكن من اقتصاد طاقوي معتبر. وأشار السيد لعرج أن استغلال مصادر الطاقات المتجددة يعتبر عاملا أساسيا في إرساء السياسات الناجعة في مختلف الاقتصاديات، مضيفا أن الوعي بأهمية التحول الطاقوي هو مسؤولية جماعية تترتب على الهيئات والأفراد من خلال تغيير عميق في أساليب الإنتاج والاستهلاك بما يعزز علاقة الإنسان ببيئته. من جانبها، أوضحت رئيسة مشروع وكالة "جيز"، السيدة ربيكا هالز، ان العديد من البلديات بألمانيا قطعت اشواطا معتبرة في مجال التحول الطاقوي رغم بعض الصعوبات حيث تحولت بعضها من مستهلك إلى منتج و مانح للطاقة الكهربائية. وأضافت المتحدثة ذاتها خلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر المجلس الشعبي الولائي، ان الورشة التكوينية لبرنامج البلديات الخضراء يرمي الى تعزيز التحول والتنويع الطاقوي للبلديات. وبدوره، أوضح ممثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية عبد الكريم صالحي انه تم اختيار ضمن هذا البرنامج البلديات التي تضم عددا معتبرا من مناطق الظل مما يشكل تحديا يمكن كسب رهانه بتظافر جهود كل المتدخلين من أجل ايجاد فرص تنموية أكبر وتحسين الإطار المعيشي لسكانها. كما سيمكن هذا البرنامج من تحقيق القيمة المضافة من خلال هذا المشروع لفائدة الاستراتيجية العامة للانتقال الطاقوي الناجع على مستوى البلديات في اطار التعاون الثنائي بين الجزائر وألمانيا. وأكد المصدر ذاته استعداد الوزارة الوصية لأخذ بعين الاعتبار الاستفادة من كل الخبرات التي ستمكن حتما من اكتساب الممارسات والأساليب المعمول بها عالميا في تطوير استغلال الطاقات المتجددة . وأشار السيد صالحي إلى ان استراتيجية وطموحات الانتقال الطاقوي المحلي الذي بات حتمية راهنة سيمكن عدد كبير من البلديات الاستفادة من الدعم والمساعدة في إعداد وتنفيذ المخططات الطاقوية البلدية وتحسين تسيير الاستهلاك الطاقوي وتطوير الأدوات التوجيهية ودفاتر الشروط لضمان استغلال ديمومة المنشآت. كما سيساهم ايضا في اعداد إطار تنظيمي محكم يساعد على تحقيق مشاريع الطاقات المتجددة ذات الجدوى الاقتصادية للبلديات، حسب المتحدث ذاته. وتتضمن هذه الورشة التكوينية زيارات ميدانية لعينة من البلديات قصد الاطلاع على تحديات واقع استهلاكها الطاقوي وتبادل وجهات النظر على السبل الكفيلة بترشيد هذا الاستهلاك الطاقوي وتنويع مصادره ضمن برنامج البلديات الخضراء.