* الاشادة بحضور الجزائر الفاعل في صناعة التاريخ وفي بناء الحضارات أكد الدكتور صالح بلعيد رئيس المجلس الاعلى للغة العربية، ان مصالحه شرعت في مناقشة الجزء الخامس الخاص بانجاز "الموسوعة الجزائرية" والمتعلق بالتاريخ، مشيرا بأن هذا المجال يخصص له مجلدين أو أكثر حيث يرتقب أن يكون الجزء الأول منه جاهزا بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية المصادف ل 18 ديسمبر المقبل والثاني في ذكرى 1 نوفمبر القادم أو 5 جويلية المقبل بمناسبة عيد الاستقلال. وقال الدكتور صالح بلعيد خلال اجتماعه أول أمس، بفندق الأبيار، مع اللجنة العلمية لدى المجلس الأعلى للغة العربية المكلفة بإعداد الجزء المرتبط بالتاريخ من الموسوعة الجزائرية، والتي تأتي تحت اشراف الدكتور نور الدين السد، وحضره 45 أستاذا وباحثا ودكتورا في التاريخ من مختلف ولايات الوطن، والذين التزموا تطوعا بمتابعة محاور المجال التاريخي جملة وتفصيلا، "إنه من المعروف أن التاريخ أساس بناء الدولة، فإذا نحن نعالج مسألة مجال التاريخ والذي نأمل أن يكون في مستوى الحدث، وهذا بمعية الإعلام الذي نتمنى أن يؤازرنا في كل المشاريع التي ينجزها المجلس الأعلى للغة العربية، والواقع أن هذه الفكرة الرائدة كان من ورائها حرص المجلس مع ما يملكه من صلاحيات، وما يشتغل به من شفافية واسعة – على النهوض بكل ما من شأنه أن يعمل على تطوير اللغة العربية وترقيتها، وأن يسعى في وصلها بتراث الأمة العلمي والثقافي والروحي وتثمين رصيدها من تمثيل وقائع التاريخ الجزائري ونقل ما يزخر به من مواقف وشواهد ومعارف وثقافات" وبالمناسبة شدد المتحدث على أن تناول مجال التاريخ يستدعي توخي الدقة المتناهية من طرف الباحثين مع مراعاة تناول مسألة التاريخ كرونولوجيا وبناء على المعايير المتعارف عليها عالميا بداية من مرحلة ما قبل التاريخ ومرورا بالممالك النوميدية ثم الفتح الإسلامي ثم الجزائر في ظل الحكم العثماني ثم المقاومات الشعبية ثم مرحلة الثورة التحريرية والاستقلال وما بعدها ووصولا للفترة الحالية، وذكر بلعيد أنه لحد الآن تم إصدار من هذه الموسوعة، التي ستكون معلمة ترصد مختلف المراحل التي عرفتها الجزائر عبر العصور، ثلاثة مجلدات وبطباعة فاخرة تتناول مجالي "أعلام الجزائر" و "اللغة العربية ولهجاتها" وأنه من المنتظر طبع مجلدين آخرين جاهزين قريبا استكمالا لمجال أعلام الجزائر الذي تحصي قائمته أزيد من 11 ألف عالم جزائري في مختلف التخصصات. وأشار إلى أن إنجاز هذا المشروع يعد حاجة وطنية وضرورة أمنية تحفظ ذخيرة الماضي وترفع همة الحاضر وتفتح أفق الطموح إلى المستقبل ومطلبا حضاريا نحن اليوم أحوج ما نكون إلى تلبيته والمرور به إلى مرحلة الفعل والإنجاز. وعن الموسوعة الجزائرية عموما يقول البروفيسور صالح بلعيد أنه يعول عليها في تقديم الكثير من الفوائد التي تخدم الجزائر عبر مختلف الأصعدة، كما لم يتوان في التعامل مع عشرات الشخصيات الجزائرية الفاعلة في الساحة الثقافية الوطنية، والكثير من الهيئات العلمية، ومراكز البحث، وقال إن الأجيال اليوم وغدا، سيعلمون أن مجلسنا مدّ يده إلى الجميع، وأن أبوابه ظلت مفتوحة على مصاريعها لكل السادة العلماء يدعوهم، من خلالها، إلى تبني هذا المشروع وإثرائه، وإلى الإسهام في بنائه من جميع جوانبه العلمية والأكاديمية والتنظيمية، مؤكدا بأن إنجازها يقع على عاتق المثقفين والمفكرين من أبناء الجزائر، وذلك بالإسهام في المشروع النهضوي، حيث تكون البداية من دراسة مجتمعنا دراسة معمقة تسعى إلى تحديد مقوّمات هويته، والكشف عن منجزاته، بالإضافة إلى رصد وجمع وتدوين كل ما له وما عليه، والمضي بعد ذلك إلى ترقية ما ينبغي ترقيته منها، وإصلاح ما ينبغي إصلاحه، وأضاف أن انطلاق "موسوعة الجزائر" ليس مجرد فكرة، وإنما هو واقع تم تنصيب جهازه المادي والمعنوي، وسيمضي في تجسيد ما من شأنه أن يجيب عن أسئلة الماضي والحاضر، وأن يرفع اهتمامات أبناء الجزائر إلى أعلى الطموحات. …الاشادة بحضور الجزائر الفاعل في صناعة التاريخ وفي بناء الحضارات ومن جهتهم، أكد المشاركون في اللقاء الخاص بالمجال التاريخي، أن المحافظة على الذاكرة، وعلى ما تحويه من رصيد معرفي وثقافي ضخم يستلزم إعداد محصلة موسوعية تكون سجلا تاريخيا موثقا، وخلفية معرفية يرجع إليها الدارسون، والمهتمون، لاستجلاء غوامض المصطلحات والمسميات وللكشف عن حقائق الأحداث، والأماكن والشخصيات وللوقوف على ما قدّمه زعماء الأمة وعلماؤها ومبدعوها من مكتسبات ومنجزات، ولمعرفة خصائص ما تقوم عليه مناهجهم ورؤاهم ومعتقداتهم، في كل ما أنجزوه عبر مختلف العلوم والمعارف والثقافات. كما أشادوا بحضور الجزائر الفاعل في صناعة التاريخ، وفي بناء الحضارات وتحليها بعديد الأمجاد والبطولات، وغناها بعديد الموارد والخيرات، وتمتع أراضيها بأهم المواقع وواسع المساحات، وغير ذلك من المزايا والخصوصيات يجعل الحاجة ماسة إلى مواصلة الجهود، وشحذ العزائم، وتحريك الهمم لإتمام إنجاز هذا المشروع الضخم، الذي سيحفظ للأمة تراثها الزاخر، ويرفع رايتها بين الأمم والمجتمعات، حيث سيسجل التاريخ موقفاً جليلا لكل من أسهم، بجهد عظيم أو قليل في التعريف بكنوز الجزائر، وفي إبراز إسهاماتها ضمن المشهد العالمي لعطاءات الأمم والشعوب، وذلك من خلال إعداد ذخيرة علمية وثقافية وروحية سيكون لها الفضل في تحقيق التواصل الأمثل بين الماضي والحاضر، وسيكون من سماتها الشمولية، والتكامل، والتماسك، وسيقع على عاتقها الجمع والتنظيم للمتراكم تاريخياً.