أبرز مشاركون في أشغال ملتقى "الأدب الجزائري المهاجر" الذي انطلق أمس، بعنابة على أهمية دور الأديب المقيم بالمهجر في التعريف بالثقافة الجزائرية وترقيتها والتسويق لها بالخارج و ذلك من خلال تثمين الرصيد الثقافي الوطني وتكريس مرجعيته في الكتابات والإبداعات الأدبية. وتطرق في هذا الإطار الأستاذ علي خفيف من جامعة باجي مختار (عنابة)، في مداخلة بعنوان "الأدب الجزائري المهاجر والمناعة الثقافية " ألقيت في الجلسة العلمية الأولى لهذا الملتقى، الذي ينظم بقاعة المسرح الجهوى عز الدين مجوبي بحضور الشاعرة الجزائرية، رشيدة محمدي، كضيفة شرف، إلى جانب مثقفين وأساتذة جامعيين وطلبة، إلى دور النخبة الأدبية بالخارج في نشر إشعاع فكري و ثقافي جزائري، وتناول ذات المحاضر مسألة الرد بالكتابة للمحافظة على الرصيد الثقافي الوطني و تثمينه، مذكرا برسالة النخبة الجزائرية التي غادرت بالأمس مقاعد الدراسة ومدرجات الجامعة للكفاح من أجل استقلال الجزائر، مشيرا إلى أن للأديب اليوم دور كبير في التعريف بالرصيد الثقافي الجزائري الثري والمتنوع والمحافظة عليه وتثمينه. وفي مداخلة بعنوان "قضايا المجتمع في النص المسرحي المهاجر"، أشار الأستاذ إسماعيل بن صيفة من جامعة عنابة إلى أن مضامين النصوص المسرحية المتناولة بالخارج تحولت من ثورية إلى مضامين أخرى ذات طابع مجتمعي، وأضاف ذات المصدر بأن هاجس الثورة تراجع في كتابة النصوص المسرحية لتحل محله قضايا اجتماعية كالهجرة، مشيرا إلى أن ظروف الحياة اليوم هي من فرضت هذا التحول، وخلال النقاش الذي دار بين المشاركين، تم التطرق إلى قضية اللغة في الكتابة الأدبية حيث اعتبروها جهاز مناعة يتصدى لكل محاولات طمس الهوية. وعلى هامش أشغال هذا الملتقى الذي ينظم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للهجرة من طرف مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة بالتعاون مع جامعة باجي مختار، سيقام لقاء أدبي مع الشاعرة و الأكاديمية الجزائرية المقيمة بالمهجر رشيدة محمدي مع تنظيم جلسة بيع بالإهداء لإصدارها "إكليل خمسيني" وذلك على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية.