أكد الدكتور رشيد علوش، المختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن زيارة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية حسن شيخ محمود إلى الجزائر، تأتي في إطار تعزيز علاقات الأخوة التاريخية والتعاون المشترك بين البلدين، وتعكس إرادة سياسية قوية لبناء شراكة جديدة تقوم على التعاون المتبادل ودعم الاستقرار في المنطقة. وأوضح الدكتور علوش، في تصريحات لبرنامج "ضيف الصباح" بالقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن العلاقات الجزائرية–الصومالية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال العامين الأخيرين، تجسد في مشاركة الرئيس الصومالي في القمة العربية بالجزائر وافتتاح السفارة الصوماليةبالجزائر العاصمة، إلى جانب التقارب السياسي والتعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية. خلفية تاريخية متجذّرة أشار المتحدث إلى أن العلاقات بين البلدين تعود إلى ستينيات القرن الماضي، عقب استقلالهما، وهما عضوان فاعلان في الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، تجمعهما رؤية مشتركة تجاه قضايا السلم والتنمية ومكافحة الإرهاب، خاصة في منطقة القرن الإفريقي. وأضاف أن الزيارة تمثل فرصة لتقوية التنسيق الثنائي في القضايا الإفريقية والعربية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بما يخدم مصلحة الشعبين ويعزز بناء فضاء إفريقي متضامن ومستقر. آفاق جديدة للتعاون الثنائي أوضح الدكتور علوش أن الجزائر تسعى إلى مرافقة الصومال في إعادة بناء مؤسساتها الأمنية والعسكرية، من خلال برامج تدريب وتبادل خبرات تستند إلى التجربة الجزائرية الناجحة في مكافحة الإرهاب عبر التنمية والمصالحة والحوار. وفي الجانب الاقتصادي، أشار إلى أن هناك فرصًا واعدة للاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والتعليم، مؤكدًا أن شركات جزائرية كبرى مثل سوناطراك وسونلغاز يمكنها المساهمة في تطوير قطاعي النفط والكهرباء في الصومال، كما يمكن للجزائر أن تدعم تكوين الكفاءات الصومالية عبر منح دراسية وتعاون جامعي متزايد. أهمية جيوسياسية متنامية وأكد علوش أن الصومال يمثل بوابة للجزائر نحو منطقة القرن الإفريقي، وهي منطقة تحظى باهتمام دولي متزايد، ما يمنح الجزائر نفوذًا جديدًا في شرق القارة الإفريقية ويعزز دورها في دعم السلم والأمن الإقليميين، خاصة في إطار مجلس السلم والأمن الإفريقي. وفي الختام، أوضح أن هذه الزيارة تفتح المجال لتنسيق جزائري–صومالي داخل مجلس الأمن الدولي، بالتزامن مع عضوية الجزائر غير الدائمة المقررة مطلع السنة المقبلة، معتبرًا أنها ديناميكية جديدة تخدم القضايا العربية والإفريقية العادلة وتكرس الدور الدبلوماسي الريادي للجزائر في القارة الإفريقية.