شكل موضوع الاستدامة الثقافية والتراث بمنطقة الشلف محور ملتقى وطني نظم أمس الثلاثاء بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف بمشاركة واسعة لأساتذة وباحثين من مختلف ولايات الوطن. وأوضحت في هذا الصدد رئيسة الملتقى الدكتورة بتول عرجون أن هذا النشاط الأكاديمي الذي يجمع بين الجوانب التاريخية والثقافية والأدبية يأتي بهدف تسليط الضوء على سبل تحقيق الاستدامة الثقافية والترويج لتراث منطقة الشلف من خلال إشراك الجامعة ومختلف فاعلي قطاع الثقافة والأدب. وأضافت ذات المتحدثة أن هذا الملتقى الذي يأتي تزامنا مع شهر اللغة العربية ومظاهرات 11 ديسمبر شهد مشاركة واسعة لأساتذة وباحثين من مختلف ولايات الوطن تمثلت في 100 ورقة بحثية موزعة على مداخلات حضورية وأخرى عن بعد تناولت على سبيل الذكر دور اللغة العربية في حماية التراث و تعزيز الهوية الحضارية لدى الأجيال و اللغة و الثقافة في ظل تحديات العولمة. وتطرق المشاركون في هذه الفعالية إلى أثر اللغة العربية في نشر الثقافة الإسلامية خلال العصر الوسيط، التراث والفنون بين الأساليب التقليدية و الوسائط الرقمية، توظيف التراث في الرواية الجزائرية و دور الاستثمار السياحي في الحفاظ على التراث الثقافي. وفي هذا السياق أبرز الدكتور هارون مجيد من جامعة الشلف خلال مداخلته دور اللغة العربية في ترسيخ الهوية الدينية مع تركيز البحث على المرجعيات التراثية والتاريخية والثقافية، معرجا على التنوع اللغوي وتعدد اللهجات في منطقة الشلف كرصيد ثقافي لإرساء الإستدامة الثقافية وخلق جسور التواصل بين الأجيال. فيما ركز الدكتور إسماعيل العربي من جامعة تلمسان على النصوص الثقافية ودورها في عملية التأريخ والتوثيق وكذا التعريف بالثورة الجزائرية ليتم بعدها تنظيم جلسات شعرية جمعت ما بين جمالية الأدب الجزائري والتراث المحلي وعمق تاريخ منطقة الشلف نشطها أدباء من الولاية وعدة ولايات مجاورة. كما شهدت أشغال هذا الملتقى تنظيم مساقبتين خاصتين بأحسن قصيدة شعرية حول تراث المنطقة وأحسن محتوى رقمي للتعريف بالموروث الثقافي المحلي وهذا في إطار دعم وتشجيع الشباب للاهتمام بالمجالات الثقافية؛ الأدبية، التاريخية وكذا العلمية. تتواصل فعاليات الملتقى الوطني "الاستدامة الثقافية والتراث بمنطقة الشلف" إلى غاية اليوم حيث سيتم مواصلة تقديم مجموعة من المداخلات حول تاريخ وتراث منطقة الشلف ودور اللغة العربية في حماية والترويج للموروث الثقافي.