أصدرت حديثا منشورات الاختلاف الجزائرية بالتنسيق مع منشورات الضفاف اللبنانية، كتاب جديد يحمل عنوان "تجليات النقد السيميائي في نقد السرد العربي الحديث" للأستاذ الدكتور محمد فليح الجبوري، يتناول فيه النقد السميائي للسينما العربية. يعد كتاب "تجليات النقد السيميائي في نقد السرد العربي الحديث" الجزء المكمل لدراسة الباحث السابقة الموسومة "بالاتجاه السيميائي في نقد السرد العربي الحديث "الصادر في العام 2013، بعد أن أعاد الكاتب فيها بعض ما اعتقد فيه ضرورة للإعادة موجزاُ وبتصرف في المتن والموضع كي تكون الدراسة كاشفة لبعضها الآخر، ولتوفر على القارئ معاناة البحث والوقت، فضلا عن حرص الباحث في إخراجها للقارئ العربي ليكتمل تصوره عن الرؤى السيميائية الفاعلة في دراسة السرد العربي القديم، وبذا يكون قد أعطى صورة متكاملة أو أقرب إلى ذلك عن مسيرة هذا النقد في سبر أغوار السرد العربي قديمه وحديثه . اشتغل الكاتب في الفصل الأول بدراسته والذي جاء تحت عنوان "السيميائية الغربية-الرؤى الفاعلة" على كشفٌ ماهية تلك الرؤى، والتركيز على النحو في الوسطية والعرض وذلك ليكون أكثر فائدة، وأقل مللاً، وأقرب إلى الفهم منه إلى اللبس والغموض، أما في الفصل الثاني والذي جاء بعنوان "التراث العربي معيار القبول ومصداق التوجه" فقد ذ سلط فيه الباحث الضوء على الجانب التنظيري للتجارب النقدية العربية التي تناولت المنهج السيميائي، وهذه المرحلة هي مرحلة جس النبض في استقبال المنهج السيميائي ولاسيما جهود بعض النقاد على غرار محمد مفتاح وعادل فاخوري ونصر حامد أبو زيد وغيرهم، وقد تتبع الباحث كل ذلك في متون التراث العربي المختلفة حصراً، لكي يبقى ضمن حدود عتبة العنوان الرئيسة، أما في الفصل الثالث والرابع فقد خصصهما الباحث بالمقاربات النقدية التي وظفت النقد السيميائي في دراسة السرد العربي القديم، إذ اشتغل على الإرث الحكائي والمقاربات السيميائية، وفيه قارب دراسات عدة تناولت النص الخرافي العربي كحكايات "ألف ليلة وليلة" وحكاية"كليلة ودمنة" وغيرها، في حين اهتم الباحث في الفصل الرابع الذي جاء بعنوان "المقامات ورسائل القص-المقاربات السيميائية" الدراسات النقدية التي عنيت بالأدب الرسمي ممثلة ب"المقامات والرسائل القصصية" مثل مقامات بديع الزمان الهمذاني، والرسائل القصصية مثل رسالة طوق الحمامة.