نشرت : المصدر موقع "سبق" الثلاثاء 18 يوليو 2017 13:40 تتسم جزيرة "كيمادا غراندي البرازيلية" التي يطلق عليها "قطعة من جهنم على الأرض"، بأنها مأوى لأكثر أنواع الأفاعي شرا، ويعيش في الجزيرة ما يفوق أربعة آلاف ثعبان، واسمها يعني بالبرتغالية "الحرق الكبير" أو "الحرقة الكبرى"، في إشارة إلى الدمار الذي قد يحل على من تسول له نفسه "الاستجمام" فيها، علما بأنها تتميز بشدة الحرارة المقارِبة لحرارة منطقة ساو باولو، التي تقع قبالة سواحلها الأطلسية، على بعد نحو 35 كيلومترا، وتضم الجزيرة أعلى كثافة للثعابين في العالم، على مساحة 23 هكتارا فقط، حيث تزحف نحو 2500 كوبرا من الصنف المسمى "جاراراكا"، أحد أكثر الثعابين سمية، عدا عن أنواع الحيات الأخرى التي لا تقل خطورة. من يسلم من الأفاعي قد لا يسلم من العناكب الخطيرة ومن يسلم من الأفاعي، قد لا يسلم من عناكب "الرتيلاء" الخطيرة جدا، المنتشرة في الجزيرة أيضا، فضلا عن مئات الأنواع من الحشرات الأخرى التي لا ترحب بالغرباء، ويقتصر ارتياد الجزيرة على البحرية الوطنية البرازيلية، والبعثات العلمية، وبعض صائدي الثعابين المحنكين، وتدفع مختبرات صيدلانية كثيرة، لاسيما في الولاياتالمتحدة، أثمانا مغرية للحصول على الأفاعي، لاسيما الأنواع النادرة منها، لاستخدام سمومها في تركيبات بعض العقاقير والمستحضرات، وفيما عدا ذلك لا يمكن الذهاب إلى الجزيرة إلا نهارا، ويتم إلزام أي بعثة تزور الجزيرة لأغراض علمية أو إعلامية، باصطحاب طبيب متخصص في السموم إضافة إلى ارتداء عدة خاصة، تضم حذاء سميكا يصل إلى الركبة، وتعج الأشجار والأدغال الكثيفة في الجزيرة بأعشاش الثعابين، التي قد يسمع فحيحها وتظل غير مرئية، وربما تنقض في أي لحظة من أعلى، فتلدغ الوجه أو العنق أو الرقبة. لا يعيش فيها إلا زوجان كانا يحرسان فنارها توفي أحدهما مؤخرا بلسعة كوبرا ولا يعيش في "كيمادا غراندي" إلا زوجان كانا يحرسان فنارها ويديرانه، قابعَين على ارتفاع معتبر يفترض أنه آمن، واعتادت البحرية الوطنية على إمدادهما كل 15 يوما بالغلال والأغذية ومتطلبات الحياة الأخرى، لكن، في المرة الأخيرة، وصل البحارة بعد فوات الأوان فوجدوا حارس الفنار ميتا بلدغة كوبرا، ولم يتمكنوا من إنقاذه، وبقيت الأرملة في انتظار النجدة وحيدة شبه مجنونة، فأعيدت إلى "اليابسة"، وتم إغلاق الفنار مؤقتا في انتظار إيجاد حل بديل، علما بأن معدل بقاء الإنسان بعد لدغة كوبرا لا يتجاوز الساعتين، ويتميز ثعبان تايپان taipan الأسترالي، بأنه الأشد سمية على مستوى العالم حيث إن جرعة واحدة من سمّه تكفي لقتل مائة إنسان، وتستطيع أنيابه اختراق جلد بسمك سنتيمترين اثنين.