على الإعلاميين المهتمين بإنتاج الحصص الإذاعية التي تعنى بالموسيقى والفن ترقية الذوق العام والمساهمة في تهذيب الفن، هذا ما دعا إليه الإعلامي بالإذاعة الجزائرية منتج الحصة الإذاعية "جيل موسيقى" التي تبث على أثير إذاعة مستغانم رضا عدايدي. الإذاعي المعروف بإنتاجه لعدد من الحصص الإذاعية المهتمة بالموسيقى العصرية، اعتبر أن الموسيقى رسالة وفن، وعلى الإعلام أن يستثمر في هذه الميزة بالعمل على دعم المواهب الشابة التي تملك أصواتا ومواهب في التأليف والإنتاج الموسيقي، وقال"إن الإذاعة والتلفزيون على عاتقها دعم الفن والموسيقى العصرية، خاصة تلك التي تبرز طاقات الشباب في هذا المجال". * في بدأتم مساركم الإعلامي واهتمامكم في الحصص الإذاعية بمجال الموسيقى العصرية؟ *أولا أثمن هذه الالتفاتة الإعلامية ليومية "الحوار" التي فتحت نافذة للإعلاميين للحديث عن اهتماماتهم ونشاطاتهم في وسائل الإعلام، وإجابة على سؤالكم بداية مشواري الإعلامي كانت تحديدا مع أواخر سنة 2007 بالإذاعة الوطنية وبالتحديد بإذاعة مستغانم الجهوية التي وظفت فيها كمخرج سنة 2008 لأقتحم عن قناعة وحماس مجال إنتاج الحصص الإذاعية التي تهتم بالموسيقى العصرية الجزائرية عبر مختلف طبوعها المعروفة، فكانت تجربة إنتاج وتقديم حصة إذاعية حملت عنوان "génération musique" بمثابة محطة هامة في مساري المهني الإعلامي بالإذاعة. لقت الحصة الإذاعية التي تبث كل خميس على أمواج الإذاعة الجهوية مستغانم ومنذ ثماني سنوات الصدى لدى الجمهور وتفاعل الكثير من المستمعين مع مضمونها الذي ركزت فيه على استضافة عدد من الوجوه الفنية المعروفة على الصعيد الوطني، كما كانت الحصة بمثابة فضاء هام لدعم المواهب الشابة التي كانت تنشط على المستوى المحلي، وتنقلنا إلى ولايات عدة للمشاركة وتغطية عدد من التظاهرات الفنية منها مهرجان سيدي بلعباس للرأي، ومنذ انخراطنا في العمل الإعلامي الإذاعي المهتم بإنتاج الحصص الخاصة بالموسيقى والفن بشكل عام تعرفت على جوانب هامة في العمل الفني تدفعني للقول إن الفن الجزائري القديم والمعاصر إن صح القول يحتاج اليوم إلى أن يدعمه الإعلام سواء المكتوب أوالمسموع والمرئي، وذلك من خلال تسليط الضوء أولا على الفنانين الذين يؤمنون في اعتقادي بمواهبهم وبرسالة الفن والموسيقى التي قد يراها البعض شيئا من الترفيه، وهي أعمق من ذلك دون مبالغة. * على ذكر الموسيقى العصرية، كيف ترون دور الإعلام في التعريف بها؟ *أولا هذه الموسيقى العصرية ولا أقصد بها مثلا فن "الرأي "الذي ظهر منذ أزيد من 30 سنة على يد شباب أعطوه الدفع المناسب ليكون فنا عالميا من خلال ما أضافته تجربة "ملك الراي" الشاب خالد أوتجربة المرحوم ملك الأغنية العاطفية "الشاب حسني " الذي هذّب الكلمات بشهادة متابعين ومختصين "الراي" والعديد من الوجوه الشابة التي ساهمت في الانتشار السريع للموسيقى العصرية من خلال الآلات ومستويات الإنتاج والتوزيع، كل هذه الموسيقى العصرية التي نمت وتطورت قدمها شباب، وهذه هي الميزة الأولى التي تنفرد بها الموسيقى العصرية التي تطورت بالآلات والتقنيات، أما الإعلام فله الدور الأساسي في التعريف بها من خلال الإبداعات الموجودة، وليس منوطا – في نظري- بالإعلام أن يرافق الظواهر الدخيلة التي تسيء للموسيقى ولأصالة العديد من الطبوع الفنية. * ما هي أهم طموحاتكم المهنية؟ * طموحاتي ببساطة هي أولا خدمة الفن الجزائري الذي يرقى بالذوق ويبرز لنا حجم الطاقات الشابة الموهوبة، كما أنني أسعى من خلال تجربتي الإعلامية بالإذاعة إلى دعم المواهب المحلية وتبادل الخبرات مع المنتجين وفتح النقاش دوما حول واقع وآفاق الموسيقى العصرية، وقد كانت لدي لقاءات إعلامية عديدة مع فنانين تطرقنا فيها للموضوع، وثقتي في أن الإذاعة خاصة الجهوية يمكنها أن تقدم الكثير للفن الجزائري وللموسيقى، ولكن شريطة فقط أن تتاح الفرص للإعلاميين والفنانين على حد سواء لتأسيس رؤية في هذا المجال، نحافظ من خلالها على قيمة الموسيقى والفن كرسالة، ومن مسؤوليتنا أيضا مواجهة الظواهر التي تسيء ربما للفن سواء بالكلمة أوبالفوضى، وهذه رؤيتي بكل تواضع، أعمل على تجسيدها وأنقلها دوما من الميكرفون الإذاعي. حاوره: م / مرواني