الظلم يُزال… يجب أن نتكلم… بقلم الأستاذ/ قسول جلول – إمام مسجد القدس حيدرة علَّمنا دينُنا الحنيفُ أن نسارعَ إلى الخيرات، وربَّانا على الإيجابيةِ، وجعَلنا خيرَ أمة أخرجت للناس نأمُرُ بالمعروفِ، وننهى عن المنكَرِ؛ قال -تعالى-: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ آل عمران: 110. ولكن ما يؤسَفُ له في عصرِنا الحالي، السلبيةُ واللامبالاة التي يتصفُ بها بعضُ الناس؛ بحيث لا يحرِّكون ساكنًا في مواقفَ تستدعي التدخلَ السريع، وانقاد الموقف؛ حمايةً لشخصٍ مريض، وانتهاكِ عِرضٍ، خرق نظام أو ظلم… بلا شك على أرض الواقع توجد حزمة قوانين ومنظومة تشريعية عادلة رادعة.. وقضاء شريف.. فمن المنطقي أن يصبح العدل سائداً فلا غبن ولا ظلم لفئة من فئات الشعب، أو استضعاف لفئة أخرى، ولكن على أرض الواقع هناك غبن للعديدين، وهناك صعوبة لتحقيق العدالة وسط الكم الهائل من القضايا المتراكمة والمنظورة يومياً ، فزيارة واحدة لمؤسسات الدولة وما يعانيه المواطن (المريض) تصيبك بالاكتئاب، خاصة إذا عرفت بأن القائمين على تنفيذ القانون لا يشرحون ولا يوضحون للمتعاملين معهم والمصيبة ‘(أنهم لايعلمون)… من هنا يشعر الناس بالظلم والغبن وانعدام العدل خاصة إذا تعلق الأمر بأصحاب الأمراض المزمنة والضعفاء وكبار السن.. وعليه يجب أن نتكلم… لأول مرة هذه الكلمة دائما توظف عند المسؤولين في الخير والإنجازات، لكن وزارة العمل والضمان الاجتماعي لأول مرة تقوم باسترجاع قيمة الأدوية بأثر رجعي ابتداء من سنة 2013!! ظلم المريض أشد وقعا من الحسام المهندي..؟أالم المرض وألم الغرامة بأثر رجعي…!!. تألم عدد كبير من أصحاب الأمراض المزمنة أمام مقر وزارة العمل والضمان الاجتماعي بالجزائر العاصمة فمنهم من مات ومنهم من ينتظر، ومنهم من يقبع في المستشفيات..!!، لكن مديرية الضمان الاجتماعي تهددهم بغرامات وقطع تزويدهم بالأدوية وتوقيف بطاقة الشفاء إذا لم يدفعوا قيمة أدوية بصفات طبية منذ سنة 2013 هذا الإجراء مخالف للقانون وعار من الحكمة والعقلانية… لقد طالبت مديرية الضمان الاجتماعي عددا كبيرا من أصحاب الأمراض المزمنة (كالسكر ، والضغط الدموي) إلخ بأن يدفعوا مستحقات الأدوية التي استهلكوها منذ سنة 2013م، وقد وصل المبلغ المطلوب إلى أكثر 13 مليون سنتيم عند بعضهم مما سبب معانات جديدة لأصحاب الأمراض المزمنة بسبب هذا الإجراء، فالمريض أعطاه الطبيب الوصفة الطبية ، والصيدلي أعطاه الدواء بعدما قدم بطاقة الشفاء…!! أين الخلل من الطبيب؟ من الصيدلي؟ من المريض؟ أيدفع المريض أخطاء الآخرين…؟ فالقانون المنظم لهذا الإجراء… كيف يطلب من المؤمن تسديد دواء استهلكه على فترات منذ سنة 2013 م، رغم أنه دفعت مؤسسته التي ينتمي إليها مستحقات التأمين، علما أن المؤمن صاحب الأمراض المزمنة مائة في المائة فكيف يفاجأ بهذا الإجراء؟ كما طالب المؤمنون وأصحاب الأمراض المزمنة من مراجعة هذا الإجراء الذي أضر بهم كثيرا ، ومسح ديونهم حسب زعم مديرية الضمان الاجتماعي فإذا كانت الدولة تقوم بمسح الديون على الفلاحين فمن باب أولى على المرضى حتى لا تجتمع عليهم آلام المرض وآلام الغرمات!!! وعلمنا ديننا بأن الظلم لا يُزال بمثله؟ فالظلم يدمرعلاقاتنا ببعضنا البعض فهو كالقنبلة التي تنفجر فتدمر كل شيء جميل فكم من أسرة دمرها الظلم وكم من مؤسسة دمرها الظلم. فهو سلاح استعمل قديما وحديثا بتقنيات مختلفة فلا يرحم صغيرا ولا يشفق على كبير ضحاياه من شرائح مختلفة من مختلف الأعمار ويُفجِّر الصلات والروابط بين شرائح المجتمع ويفكك الروابط بين العائلات والأسر ويجفف العواطف بين الناس والمطلوب منا رفع الظلم والغبن على مثل هذه الحالات، ونوجه وننصح ونتعاون على البر والتقوى، إمتثالا لقول الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)